غزة تحت النار رغم الهدنة.. تصعيد ميداني وأزمة صحية خانقة تهدد الأطفال
تقرير – المساء برس|
رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، صعّد الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، من اعتداءاته على قطاع غزة، عبر سلسلة غارات جوية استهدفت مدينة رفح جنوبي القطاع، بالتوازي مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية المتمركزة شمالي المدينة، في مشهد يعكس هشاشة الهدنة واستمرار فرض المعادلة العسكرية بالقوة.
وامتد القصف ليشمل شرق مخيم البريج وسط القطاع، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال المنطقة، فيما أطلقت آليات عسكرية نيرانها بكثافة باتجاه مبنى الاتصالات قرب دوار أبو حميد وسط مدينة خان يونس جنوباً، بحسب مصادر محلية نقلت عنها وكالة “وفا” الفلسطينية. هذا التصعيد الميداني ترافق مع استمرار عمليات القصف المتقطّع التي باتت سمة يومية منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار.
في الأثناء، واصلت طواقم الدفاع المدني في مدينة غزة جهودها لانتشال الضحايا من تحت الركام، حيث تمكّنت من إخراج 14 جثماناً لشهداء من أنقاض منزل عائلة سالم، الذي دمّره الاحتلال خلال عدوانه السابق على المدينة، في مشهد يلخّص حجم الدمار المتراكم وآثاره الممتدة حتى بعد توقف المعارك الواسعة.
بالتوازي مع الاعتداءات العسكرية، تتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية داخل القطاع. المتحدث باسم وزارة الصحة، خليل الدقران، حذّر من ضغط غير مسبوق يواجهه القطاع الصحي منذ إعلان وقف إطلاق النار، نتيجة التوافد الكثيف للمرضى، ولا سيما الأطفال. وأوضح في تصريح لـ”وكالة سند للأنباء” أن الأمراض المعدية، خصوصاً المرتبطة بالجهازين التنفسي والهضمي، تشهد انتشاراً واسعاً بين الأطفال، في ظل بيئة صحية متهالكة ونقص حاد في الإمكانات.
وأشار الدقران إلى أن أعداد المرضى المترددين على المستشفيات تفوق القدرة الاستيعابية بأربعة أضعاف عدد الأسرة المتوفرة، ما يضع المنظومة الصحية على حافة الانهيار، خاصة مع توقعات بتفاقم الأوضاع مع موسم البرد والأمطار ورياح الشتاء القاسية.
في السياق نفسه، أكدت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن سكان قطاع غزة باتوا بحاجة ملحّة إلى تدخل عاجل، لا سيما مع استمرار هطول الأمطار، محذّرة من تداعيات خطيرة تطال حياة مئات آلاف النازحين الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحماية.
ويأتي هذا المشهد في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي انتهاكه لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 11 أكتوبر الماضي، متسبباً، وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة في غزة، باستشهاد 391 فلسطينياً وإصابة 1063 آخرين، في مؤشر واضح على أن الهدنة لم تكن سوى غطاء هش لاستمرار سياسة القتل والاستنزاف بحق القطاع وسكانه.