بين الدبلوماسية والإعلام: خيارات السعودية المحدودة في مواجهة الانتقالي والإمارات

خاص _ المساء برس|

منذ سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، على أجزاء واسعة في محافظتي حضرموت والمهرة، قبل أسبوع، تعيش السعودية حالة من الارتباك والتوتر السياسي، وسط محدودية واضحة في الخيارات المتاحة أمامها للتعامل مع التطورات التي شهدتها المحافظات الشرقية.

وقد انعكس هذا الارتباك بوضوح في الخطاب الإعلامي السعودي الذي صعّد هجومه على المجلس الانتقالي خلال الأيام الماضية، في محاولة للضغط عليه.

ويرى مراقبون أن لجوء الرياض إلى استخدام أدواتها الإعلامية بمختلف أشكالها للهجوم على المجلس الانتقالي يكشف فشلها في تحقيق أهدافها عبر القنوات الدبلوماسية، مشيرين إلى أن السعودية كانت تعوّل على نجاح المسار السياسي، خصوصاً بعد الدعوات التي أطلقها رئيس وفدها إلى حضرموت، محمد القحطاني، والتي طالب فيها المجلس الانتقالي بسحب قواته التي انتشرت في حضرموت والمهرة، غير أن هذه الدعوات قوبلت بالرفض، إذ لم يُبدِ المجلس أي استجابة تُذكر، ولا تزال قواته متمركزة في المحافظتين حتى اليوم.

ويؤكد محللون سياسيون أن الإمارات اختارت توقيتاً بالغ الحساسية لتعزيز نفوذها في جنوب اليمن، مستغلة المأزق الذي تعيشه السعودية في اليمن.

واعتبروا أن عدم توقيع الرياض اتفاق سلام نهائي مع صنعاء قيّد خياراتها، وجعل اللجوء إلى الخيار العسكري ضد المجلس الانتقالي – سواء بشكل مباشر أو عبر قوى محلية موالية لها – أمراً مستبعداً، لما يحمله من مخاطر استراتيجية كبيرة، ويذهب المحللون إلى أن أي مواجهة عسكرية قد تفضي إلى خسارة السعودية لما تبقى من نفوذها في الجنوب، على غرار ما حدث في الشمال.

وفي هذا السياق، تبدو الرياض متمسكة حالياً بمسارين رئيسيين: الدبلوماسي والإعلامي، في محاولة للضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات معاً، غير أن الطرفين، يظهران قدراً كبيراً من المناورة والمراوغة السياسية، بهدف انتزاع تنازلات من السعودية في ملفات أخرى، سواء داخل اليمن أو على مستوى التوازنات الإقليمية.

ويؤكد مراقبون بأن سحب الرياض للقوات الموالية لها(درع الوطن) من بقية المحافظات الجنوبية وإعادة نشرها في المناطق الحدودية مع محافظتي المهرة وحضرموت، يشير إلى أن النفوذ السعودي قد تقلص عملياً في اليمن إلى تلك فقط.

ويشير المراقبون إلى أن التطورات الأخيرة في المحافظات الشرقية كشفت بوضوح هشاشة النفوذ السعودي في اليمن، وعجزه عن مجابهة النفوذ الإماراتي المتنامي، ليس فقط على الساحة اليمنية، بل على مستوى المنطقة ككل، وهو ما أكدته تقارير صحفية غربية عدة، تحدثت عن تراجع الدور السعودي مقابل صعود الدور الإماراتي، خاصة في المناطق ذات الأهمية الجيوسياسية والاستراتيجية.

قد يعجبك ايضا