تعز تحت قبضة الفوضى: اعتداء على صحفية يكشف تصاعد القمع وتفكك المعسكر الموالي للتحالف

تعز – المساء برس|

شهدت مدينة تعز، جنوبي اليمن، تصعيداً خطيراً في الانتهاكات بحق الحريات الإعلامية، بعد تعرّض صحفية لاعتداء مباشر على يد قوات موالية للتحالف السعودي الإماراتي، في مؤشر جديد على حالة الانفلات الأمني وتغوّل الفصائل المسلحة على المجتمع المدني.

وأفادت مصادر محلية أن مسلحين يتبعون اللواء “22 ميكا” الخاضع لسيطرة حزب الإصلاح، اعتدوا مساء السبت على الإعلامية مايا الأغبري، مراسلة تلفزيون الشعب، حيث تعرّضت لحملة سبّ وشتم أعقبتها عملية تكسير متعمّد لسيارتها، من دون أي مبررات قانونية أو أسباب معلنة.

ويأتي هذا الاعتداء في سياق أوسع من التضييق الممنهج على الصحفيين والإعلاميين في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية للتحالف، لا سيما أولئك الذين يكشفون ممارسات القمع والفساد والانتهاكات التي تمارسها تلك التشكيلات المسلحة بحق المواطنين.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن تعز تحولت خلال الفترة الماضية إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات وفرض النفوذ بالقوة، وسط غياب كامل لمؤسسات الدولة، ما جعل الصحفيين والناشطين أهدافاً سهلة لأي جهة مسلحة تشعر بالانزعاج من كشف تجاوزاتها.

وفي السياق ذاته، يعكس إحراق سيارة المحامي معمر المروني، مساء السبت، أثناء توقفها قرب منزله في منطقة وادي المعسل، مستوى خطيراً من التدهور الأمني، ويؤكد أن العنف لم يعد يقتصر على الصحفيين، بل يمتد ليشمل الأصوات القانونية والحقوقية، في محاولة واضحة لإسكات أي معارضة أو مساءلة.

وتكشف هذه الحوادث المتزامنة عن واقع مأزوم تعيشه تعز، حيث تتقاسم الفصائل الموالية للتحالف النفوذ بالقوة، وتفرض مناخاً من الترهيب، ما يضع علامات استفهام كبرى حول مزاعم “تحرير المدينة” و”حماية الحريات”، في وقت تتكرس فيه الممارسات القمعية كأداة حكم يومية.

قد يعجبك ايضا