تسريبات “درع الوطن” تشعل المخاوف من تفجير عسكري جنوبي.. صراع الوكلاء يطفو إلى السطح
عدن – المساء برس|
أثارت تسجيلات صوتية مسرّبة لقائد فصيل “درع الوطن” الموالي للسعودية، بشير الصبيحي، حالة قلق واسعة في الأوساط الجنوبية، وسط تحذيرات من ترتيبات ميدانية قد تقود إلى تفجير مواجهة عسكرية جديدة في جنوب اليمن، عنوانها هذه المرة الصدام المباشر بين أدوات التحالف نفسه.
وتداولت منصات إعلامية سعودية وجنوبية، الأحد، مقاطع صوتية يسمع فيها الصبيحي وهو يخاطب عناصره في ما وصف بـ”خطبة داخلية”، تضمّنت تحريضاً مباشراً على قتال فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى جانب توجيه أوصاف عدائية للمجلس المدعوم إماراتياً، في لهجة غير مسبوقة تعكس حجم التوتر الكامن بين الطرفين.
وتزامن تسريب هذه التسجيلات مع تحركات سعودية متسارعة لإعادة حشد ألوية “درع الوطن” باتجاه الهضبة النفطية في حضرموت، ما عزز مخاوف ناشطين ومراقبين جنوبيين من أن تكون هذه التعبئة الإعلامية والعسكرية مقدمة لمعركة ميدانية، في ظل حديث متزايد عن نفاد الخيارات السعودية شرق اليمن، ومحاولتها فرض وقائع جديدة بالقوة.
وبحسب مراقبين، فإن خطاب الصبيحي لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي للصراع داخل معسكر التحالف، حيث بات الجنوب ساحة تصفية حسابات بين الرياض وأبوظبي، عبر أدوات محلية متناحرة، بعد فشل مشروع “الشراكة” المزعومة، وانكشاف التناقضات العميقة في الأهداف والنفوذ.
ويضم فصيل “درع الوطن” عشرات الآلاف من المجندين الجنوبيين الذين جنّدتهم السعودية منذ عام 2022 خارج الأطر المؤسسية المحلية، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لتشكيل قوة موازية للفصائل الجنوبية القائمة، واستخدامها كورقة ضغط عسكرية وسياسية ضد المجلس الانتقالي.
وتكشف هذه التسريبات، بحسب محللين، عن انتقال الصراع من مرحلة التنافس الصامت إلى التحريض العلني، ما ينذر بانفجار أمني واسع، ستكون كلفته على الجنوب وأبنائه، في وقت تتجاهل فيه أطراف التحالف أي اعتبار لاستقرار المناطق التي تزعم “تحريرها”، وتتعامل معها كساحات نفوذ مفتوحة لصراع الوكلاء.