إرث الإبادة يلاحق “إسرائيل”: من غزّة إلى سيدني.. سمعة كيان منبوذ وانعكاساتها العالمية
تقرير – المساء برس|
تسلّط حادثة إطلاق النار التي وقعت خلال فعالية دينية يهودية على شاطئ بوندي في مدينة سيدني الأسترالية، اليوم الأحد، الضوء على مناخٍ دولي متوتّر بات يحيط بكل ما يرتبط بـ”إسرائيل”، في ظلّ تصاعد الغضب الشعبي العالمي من حرب الإبادة التي يشنّها كيان الاحتلال على قطاع غزّة، وما خلّفته من صور غير مسبوقة للقتل والتدمير الجماعي.
وبحسب تقارير أسترالية، أسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى خلال احتفال بعيد «حانوكا»، في حادثة أدانتها السلطات الأسترالية ووصفتها بـ«الخطيرة»، فيما باشرت الأجهزة الأمنية عمليات واسعة واعتقلت مشتبهَين. كما أكّدت وسائل إعلام محلية ودولية، بينها «سيدني مورنينغ هيرالد» ووكالة «فرانس برس»، أنّ حالة من الهلع عمّت المكان مع فرار مئات المشاركين.
في المقابل، سارع رئيس كيان الاحتلال، يتسحاق هرتسوغ، إلى استثمار الحادثة سياسياً، معتبراً ما جرى «هجوماً إرهابياً» ومطالباً الحكومة الأسترالية بالتحرّك ضد ما وصفه بـ«موجة معاداة السامية»، وفق «تايمز أوف إسرائيل»، في خطابٍ يتجاهل، وفق مراقبين، السياق الأوسع لما آلت إليه صورة “إسرائيل” عالمياً.
انعكاسات جرائم “إسرائيل” على صورتها الدولية
وبحسب محللين فإنّ ما تشهده العديد من الدول الغربية من توتّرات واحتكاكات مرتبطة بفعاليات أو رموز يهودية أو إسرائيلية لا يمكن فصله عن السلوك الإجرامي الممنهج الذي تمارسه “إسرائيل” في غزّة، والذي صنّفته منظمات حقوقية وخبراء دوليون على أنّه يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. هذا الواقع أدّى إلى تآكل غير مسبوق في سمعة الكيان، وتحويله إلى عبء أخلاقي وسياسي حتى على حلفائه التقليديين.
وفي هذا السياق، يشير مراقبون إلى أنّ حكومة الاحتلال تسعى، عبر خلط الأوراق، إلى ربط أي احتجاج أو غضب شعبي عالمي بجرائمها تحت عنوان «معاداة السامية»، في محاولة للهروب من المساءلة، رغم أنّ موجة الرفض الدولي موجّهة بالأساس ضد سياسات دولة الاحتلال وممارساتها، لا ضد أتباع الديانة اليهودية.
هذه الحوادث تكشف، بحسب متابعين، حجم المأزق الذي أوصلت “إسرائيل” نفسها إليه، حيث انعكست جرائمها على مواطنيها ومصالحها ورموزها في الخارج، وولّدت حالة نفور واسعة من كل ما ينظر إليه بوصفه امتداداً لكيان يمارس القتل والحصار بلا رادع.
وفقًا لمراقبين فإن حادثة سيدني ليست معزولة عن السياق الدولي العام، بل تأتي كأحد تجليات الانهيار الأخلاقي والسياسي لصورة “إسرائيل”، التي باتت تنظر إليها في قطاعات واسعة من الرأي العام العالمي كدولة إبادة، وهو ما ارتدّ عليها وعلى من يرتبط بها، سياسياً ورمزياً، في مختلف أنحاء العالم.