كيف يوظّف الانتقالي خطاب “مكافحة الإرهاب” و”تعزيز الأمن البحري” للحصول على دعم دولي؟
خاص _ المساء برس|
أكد مراقبون ومحللون سياسيون أن إصرار المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، على تبني خطاب «مكافحة الإرهاب» و«تعزيز الأمن البحري» يأتي في إطار مساعيه لاستمالة القوى الدولية وكسب دعمها السياسي والعسكري، في ظل سعي هذه القوى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا و”إسرائيل”، للحصول على شريك محلي موثوق قادر على تنفيذ أجنداتها ومصالحها في اليمن.
وأوضح المحللون أن هذا الخطاب ليس جديداً، لكنه يتصاعد في التوقيت الراهن بشكل لافت، في محاولة من المجلس الانتقالي لتقديم نفسه بوصفه الطرف الأكثر جاهزية للقيام بأدوار أمنية وعسكرية تخدم أجندات هذه القوى، خصوصاً في المحافظات الجنوبية والمناطق الساحلية ذات الأهمية الاستراتيجية للملاحة الدولية.
جاء ذلك تعليقاً على البيان الصادر اليوم عن المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، والذي أشار فيه إلى أن قيادته ناقشت مع قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي ملفات «مكافحة الإرهاب» و«تأمين خطوط الملاحة الدولية وحماية الأمن البحري».
وأثار البيان تساؤلات واسعة، لا سيما أنه صدر رغم أن الاجتماع، بحسب ما نشرته وسائل الإعلام السعودية والإماراتية، كان مخصصاً في الأساس لمناقشة التطورات والأحداث التي شهدتها المحافظات الشرقية خلال الأيام الماضية.
ويرى مراقبون أن توظيف المجلس الانتقالي لهذا الخطاب في هذا التوقيت يحمل رسائل سياسية موجهة للخارج، مفادها أنه الطرف الأقدر على تنفيذ الأهداف الأمنية للقوى الدولية في المحافظات الجنوبية، وهو ما يسعى من خلاله إلى حشد الدعم الخارجي وتخفيف الضغوط المتزايدة عليه، خاصة من قبل السعودية، التي تطالبه بسحب قواته من وادي حضرموت ومحافظة المهرة، بعد أن بسط نفوذه عليهما مؤخراً.
ويؤكد محللون أن هذه التصريحات تندرج ضمن استراتيجية إعلامية وسياسية بإيعاز من الإمارات، تهدف إلى تكريس حضور المجلس الانتقالي كأداة أمنية رئيسية،في جنوب اليمن، في ظل تزايد التنافس الإقليمي والدولي على مناطق النفوذ الحيوية في اليمن.