السعودية تحسم موقفها: المجلس الانتقالي لا يمثل القضية الجنوبية

متابعات خاصة _ المساء برس|

بعد تصاعد التوتر بين المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً من جهة، وبين القوات والفصائل المحسوبة على الرياض من جهة أخرى، على خلفية التحركات العسكرية الأخيرة للانتقالي في وادي حضرموت والمهرة.

ووفقًا لعدد من السياسيين والصحفيين السعوديين، فإن القضية الجنوبية “أكبر من أن يحتكر تمثيلها طرف واحد”، في إشارة صريحة إلى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.

وفي هذا السياق، أكد عبدالله آل هتيلة، مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ، في منشور على منصة “إكس”، أن القضية الجنوبية قضية عادلة وذات حضور أساسي في أي تسوية سياسية مستقبلية، غير أنها تمثل” شعب الجنوب” بأكمله، ولا يمكن اختزالها في شخص عيدروس الزبيدي أو حصرها داخل إطار المجلس الانتقالي وحده. وشدد آل هتيلة على أن اختزال التمثيل يضر بالقضية بدلاً من أن يخدمها.

أما الباحث السياسي تركي القبلان، فقد تناول القضية في مقال موسع بعنوان: “القضية الجنوبية أكبر من الانتقالي وحضرموت ليست ساحة أمر واقع”.

وقال القبلان إن حضرموت والمهرة ليستا مناطق يمكن فرض النفوذ فيها بقوة الأمر الواقع، بل تمثلان عمقًا جغرافيًا واجتماعيًا حساسًا لا يقبل منطق الغلبة أو الهيمنة.

وأشار إلى أن رفض السعودية لتمدد الانتقالي في حضرموت تحديدًا يعود إلى إدراك عميق بأن المحافظة لا تُدار بالصيغة ذاتها التي تحكم الصراع في بعض مناطق الجنوب، ولا يمكن اختزالها في معادلات سياسية ضيقة.

وأضاف القبلان أن المملكة تُفرّق بوضوح بين عدالة القضية الجنوبية وبين محاولات بعض الأطراف احتكار تمثيلها سياسيًا أو عسكريًا.

وشدد على أن القضية الجنوبية لا يمكن أن تتحول إلى تفويض مفتوح لفرض السيطرة العسكرية أو إلغاء بقية المكونات الجنوبية، كما أن حصر الجنوب في شخص الزبيدي أو في المجلس الانتقالي يضع هذه القضية المهمة أمام مسار انعزالي هش.

وبحسب مراقبين، يعكس هذا الخطاب السعودي المتصاعد رغبة واضحة في إعادة ضبط المشهد الجنوبي ومنع فرض أمر واقع من الانتقالي المدعوم إماراتياً على المحافظات الشرقية.

قد يعجبك ايضا