ما وراء التصريحات الإماراتية حول توافقها مع السعودية في الملف اليمني؟

خاص _ المساء برس|

أثار تصريح منسوب لمصدر إماراتي – نقلته وكالة رويترز دون الكشف عن هويته – بشأن وجود توافق كامل بين أبوظبي والرياض حول تطورات الملف اليمني، موجةً من التساؤلات لدى مراقبين اعتبروا أن هذه الرسالة الدبلوماسية جزءاً من استراتيجية إماراتية تهدف إلى تهدئة التوتر دون أن تعكس حقيقة الموقف على الأرض.

ويرى محللون أن غياب الإفصاح عن هوية المصدر يعزّز الانطباع بوجود توتر حقيقي بين الجانبين، وأن التصريح جاء في إطار محاولة امتصاص أي ردود فعل سعودية تجاه التحركات الإماراتية الأخيرة في المحافظات الشرقية لليمن، والمجاورة للسعودية.

وبحسب المراقبين، فإن ما تروّج له أبوظبي لا ينسجم مع الوقائع الميدانية، حيث تشير التطورات الأخيرة إلى خلاف واضح بشأن النفوذ العسكري في المحافظات الجنوبية، فالوفد السعودي الموجود في محافظة حضرموت، برئاسة محمد القحطاني، يضغط منذ أيام على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً للانسحاب الفوري من مناطق وادي حضرموت والمهرة، وذلك عقب سيطرة قوات الانتقالي على مواقع واسعة هناك.

وتد عو السعودية بشكل صريح إلى إحلال قوات درع الوطن – التي تُعد الذراع العسكرية الأبرز لها في الجنوب – محل قوات الانتقالي، في خطوة تؤكد معارضة السعودية لأي تواجد لفصائل الإمارات في تلك المناطق.

ويرى محللون أن ما يجري يعكس اختلافاً حقيقياً وصراعاً واضحاً بين الطرفين؛ إذ تعمل الإمارات على تعزيز نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي وتمكينه ميدانياً، في حين تركّز السعودية على بناء تشكيلات عسكرية موالية لها مباشرة، بما فيها قوات درع الوطن، في محاولة لإعادة هيكلة موازين القوى في المحافظات الجنوبية.

وبينما تواصل أبوظبي التأكيد على توافقها الكامل مع الرياض، تشير المؤشرات الميدانية والسياسية إلى أن الخلاف بين الحليفين اليوم هو الأكثر وضوحاً منذ سنوات.

قد يعجبك ايضا