شلل في عدن.. وأزمة غاز تكشف ارتباك حكومة التحالف وسط غضب شعبي عارم

عدن – المساء برس|

شهدت مدينة عدن، الثلاثاء، حالة شلل شبه تام في حركة النقل بعد خروج معظم الحافلات العاملة بالغاز عن الخدمة، إثر انقطاع الإمدادات القادمة من محافظة مأرب، في مشهد عكَس هشاشة المنظومة الخدمية التي تديرها الحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، وعجزها المزمن عن التعامل مع الأزمات الأساسية.

السائقون أوضحوا، في تصريحات إعلامية، أن غياب الغاز المنزلي أدى إلى نفاد مخزون مركباتهم خلال ساعات، ما وضع مئات الحافلات خارج الخدمة دفعة واحدة، فيما التزمت الجهات التابعة للحكومة الصمت التام، من دون أي تبرير لأسباب الانقطاع أو توضيح للمدة المتوقعة لمعالجة الأزمة.

هذا الغموض زاد من حالة الاحتقان، وفتح الباب أمام تأويلات تتعلق بصراع النفوذ بين الإمارات والسعودية التي تتصارع عبر أدواتها للسيطرة على منابع الطاقة.

وبحسب مصادر محلية، فقد تصاعد الزحام في مواقف النقل، واضطر المواطنون للانتظار لفترات طويلة قبل التمكن من الوصول إلى أعمالهم، بينما سار كثيرون لمسافات بعيدة بسبب غياب البدائل، في مشهد يوضح بجلاء حجم الانهيار الخدمي الذي تعانيه عدن منذ سنوات تحت إدارة الفصائل المدعومة من التحالف.

الأزمة ليست ليست بعيدة عما يحدث بين القوى المتصارعة؛ فهي تأتي امتداداً لنقص الغاز الذي تعيشه المدينة منذ أيام، وسط تزايد الانتقادات الشعبية ضد الحكومة والفصائل، التي تُتَّهم بالعجز عن إدارة أبسط الملفات، وباستخدام الورقة الاقتصادية في إطار صراعات النفوذ بين الرياض وأبو ظبي.

وبحسب مراقبين فإن توقف الإمدادات من مأرب — الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح— هو انعكاس لما حدث في حضرموت من سيطرة الانتقالي، والذي ترك أثره مباشرة على حياة المواطنين، وعمّق حالة السخط ضد المنظومة التي تدير المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف.

ومع استمرار غياب أي حلول أو خطط عاجلة، تتسع الفجوة بين التعهدات التي تسوقها الحكومة وبين الواقع المعيشي المتردّي، الأمر الذي يعزز الانطباع بأن عدن تدار وفق منطق التنافس والصراع والمصالح الذاتية لتلك الفصائل بين القوى الموالية للتحالف لا وفق أولويات الناس واحتياجاتهم اليومية.

قد يعجبك ايضا