تواصل الانسحابات السعودية من عدن
عدن – المساء برس|
تشهد مدينة عدن موجة تحركات عسكرية متسارعة تعكس حجم الارتباك داخل المعسكر الموالي للتحالف، مع بدء قوات “درع الوطن” المدعومة سعوديًا صباح اليوم الثلاثاء تنفيذ عملية انسحاب واسعة من مواقعها، في خطوة تأتي امتدادًا لسلسلة انسحابات سعودية لافتة خلال الأسابيع الأخيرة، شملت مواقع عسكرية وفرقًا طبية من مستشفيات المدينة.
ووفق مصادر محلية، غادرت وحدات من القوة السعودية على دفعات متتالية، متجهة شرقًا نحو منطقة العبر في حضرموت، التي ستتحول إلى مركز تموضع جديد لهذه القوات، تنفيذاً لتوجيهات تقضي بإعادة انتشارها في المناطق الصحراوية البعيدة عن مناطق النفوذ الإماراتي.
هذا التحول يعيد رسم خريطة القوة داخل الجنوب؛ فبعد سيطرة المجلس الانتقالي على مفاصل عدن ومنشآتها الحيوية، وسحب السعودية قواتها من معسكرات هامة، ثم مغادرة طاقمها الطبي من مستشفى بن سلمان، يأتي الانسحاب العسكري الجديد ليؤكد أنّ الرياض تقلّص وجودها الفعلي داخل المدينة، مقابل تعزيز تموضعها في مناطق ترى أنها أكثر أمنًا وأقل احتكاكًا مع نفوذ أبو ظبي.
التحركات الأخيرة تعكس جانبًا من حرب النفوذ الصامتة بين الرياض وأبو ظبي، حيث يسعى الانتقالي – المدعوم إماراتيًا – إلى تثبيت سيطرته الكاملة على عدن والمحافظات الجنوبية، في وقت تحاول فيه السعودية إعادة ترتيب أوراقها بعد سلسلة تراجعات ميدانية وسياسية، تجلّت بوضوح بعد اقتحام الانتقالي لحضرموت والمهرة وتغيير ميزان القوى بشكل حاد.
وتشير هذه الانسحابات، وفق مراقبين، إلى أن هذه الانسحابات ليست محض إعادة تموضع عسكري، بل خطوة سياسية تعكس إدراك الرياض لفقدان المبادرة داخل عدن، مقابل توسع نفوذ الفصائل المواليـة للإمارات، الأمر الذي يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع المفتوح بين مكوّنات التحالف نفسه، في ظل غياب أي رؤية موحدة، وتزايد حالة التشظي داخل المناطق الخاضعة لسيطرة تلك الفصائل.