تصاعد النفوذ الإماراتي في حضرموت وتصدّع معسكر التحالف تحت وطأة الصراع
حضرموت – المساء برس|
تتسارع التطورات الميدانية في وادي حضرموت بصورة تعكس هشاشة غير مسبوقة داخل معسكر التحالف، بعد أن أكملت قوات مدعومة من أبو ظبي سيطرتها على مناطق واسعة داخل الوادي ومحيطه، وفق تقرير لوكالة “أسوشيتد برس”، في خطوة تُظهر حجم الانهيار في بنية الفصائل الموالية للسعودية وتكشف عمق الصراع بين الرياض وأبو ظبي على الأرض اليمنية.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن تمدد قوات المجلس الانتقالي في مناطق نفطية حساسة، بما فيها مواقع استراتيجية كانت تتبع شركة بترو مسيلة، يمثل ضربة مباشرة للنفوذ السعودي جنوب البلاد، ويشير إلى تصدّع واضح داخل القوى التي كانت تقدَّم باعتبارها “جبهة موحدة” ضد صنعاء، وهذا التصدّع يضع المملكة أمام تحديات أمنية حقيقية على حدودها الشرقية، بعد أن تحوّلت حضرموت نفسها إلى ساحة اختبار لنفوذ الإمارات وتوجهات الانتقالي الانفصالية.
وتشير المعطيات، بحسب التقرير، إلى أن ذلك التوسع الميداني يغيّر التوازنات بشكل كامل، مانحًا أبو ظبي اليد العليا في الجنوب عبر وكلائها العسكريين، بينما تكتفي الرياض بمراقبة خسارتها المتتالية لمواقع التأثير والنفوذ، خصوصًا في محافظة تعد شريانًا جغرافيًا ملاصقًا لها ومرتبطة بممرات حساسة تؤثر على أمنها مباشرة.
وتلفت “أسوشيتد برس” إلى أن رفع أعلام “دولة الجنوب السابقة” فوق مقار حكومية في المناطق التي سيطر عليها الانتقالي، مؤشر على تصاعد النزعة الانفصالية، واتساع الهوّة بين أطراف التحالف نفسها، في وقت خرجت فيه تظاهرات في عدن وحضرموت داعمة لخطوات المجلس، ما يعزز شعور الرياض بالعزلة داخل معسكر صنعته بنفسها.
وتؤكد الوكالة أن مشهد الجنوب اليوم يزداد تعقيدًا وتوترًا، مع ارتفاع الدعوات لإعلان الانفصال بصورة رسمية، الأمر الذي قد يفتح جبهة صراع جديدة داخل التحالف، ويكشف حقيقة ما كان يخفى تحت الطاولة من تنافس سعودي ـ إماراتي على تقاسم الجغرافيا اليمنية وثرواتها.
وفي ختام تقريرها، تطرح “أسوشيتد برس” سؤالًا جوهريًا يعكس حجم ارتباك التحالف: كيف ستتصرف السعودية إزاء هذا التحول المفاجئ الذي يضرب عمق أمنها ويعيد رسم ميزان القوى جنوب اليمن بطريقة لم تكن ضمن حساباتها؟