الانتقالي يفتح الصندوق الأسود للعليمي.. تصعيد جديد داخل معسكر التحالف

تقرير خاص – المساء برس|

يتواصل الاشتباك السياسي داخل معسكر القوى الموالية للتحالف، مع توسّع حملة المجلس الانتقالي ضد رئيس ما يسمى مجلس القيادة رشاد العليمي، وصولًا إلى فتح ملفات وصفها مراقبون بـ”الصندوق الأسود” للعهد الأمني الذي أدارته سلطة عفاش قبل 2011.

المتحدث العسكري لقوات الانتقالي أطلق أعنف هجوم مباشر على العليمي بعد انتقاد الأخير لعملية ما يسمى “المستقبل الواعد” التي نفذها الانتقالي، معتبرًا أنها “خارج الإطار المؤسسي”. غير أن ردّ الانتقالي حمل مضمونًا أكبر من مجرد سجال؛ إذ قدّم سردًا طويلًا لمسار أمني يتهم العليمي بإدارته منذ توليه وزارة الداخلية، وربطه بعشرات العمليات التي ضربت الجنوب ومصالح دولية، من تفجير المدمرة الأمريكية كول إلى استهداف ناقلة النفط الفرنسية لينبورغ.

ووفق رواية المتحدث العسكري باسم قوات الانتقالي، محمد النقيب، فإن “الإطار المؤسسي” الذي يتحدث عنه العليمي ليس سوى منظومة أمنية أتاحت – بحسب وصفه – تغطية تنظيمات مرتبطة بحزب الإصلاح، ومنعت تسليم شخصيات متهمة بالإرهاب مثل الزنداني بعد مطالبة الولايات المتحدة بتسليمه، وصولًا إلى ترسيخ بيئة تهريب السلاح والجريمة المنظمة.

هذا الاتهام العلني بدا واضحًا، وفق مراقبين، أنه جزء من معركة النفوذ داخل التحالف، حيث يسعى الانتقالي إلى تصوير عملياته في وادي وصحراء حضرموت بأنها “ضرب في عمق شبكات الإرهاب والتهريب”، في مقابل تصوير مؤسسة العليمي كخزان لهذه الشبكات.

ورغم محاولات العليمي الظهور بموقف موحّد، وأحدثها إدانته خطوة الانتقالي في حضرموت والمهرة واعتبارها إجراءات أحادية تهدد الجبهة الداخلية، جاء ردّ الانتقالي ليضع الرجل في مواجهة مباشرة، ليس فقط سياسيًا، بل عبر استدعاء أحداث حساسة ترتبط بملفات دولية.

الهجوم الجديد يعكس حجم الشرخ داخل صفوف القوى الموالية للتحالف، خصوصًا بعد توسّع سيطرة الانتقالي على مناطق واسعة في الجنوب، وسيطرته على منشآت نفطية، وهو ما اعتبره المتحدث العسكري “عودة الحقوق إلى أصحابها”، في تلميح مباشر إلى اتهامات للعليمي ومحيطه بالانتفاع من الثروة النفطية.

ما صدر من تصريحات عن متحدث الانتقالي العسكري على حسابه الرسمي في منصة إكس، أبرز الفارق – من وجهة نظره – بين “المؤسسية الوطنية الجنوبية” و”مؤسسية العليمي”، معتبرًا أن الأولى تبني مسارًا نحو انفصال الجنوب، فيما الثانية هي امتداد لما يسمّيه “ماضٍ من الاحتلال والإرهاب ونهب الثروة”.

بهذا التصعيد، يدفع الانتقالي المواجهة إلى مستوى أبعد من الخلاف السياسي، ليصل إلى تفكيك صورة رئيس مجلس القيادة نفسه، وفتح ملفات يرى أنها تشكّل نقطة ضعف استراتيجية للعليمي داخل التحالف ومع داعميه الخارجيين، في خطوة تكشف على نح وجلي حجم الانقسام داخل المكوّنات التابعة للرياض وأبو ظبي، وتشكّل مؤشرًا على صراع مفتوح لن تقف حدوده عند حضرموت والمهرة.

قد يعجبك ايضا