العرادة يصطف مع العليمي في مواجهة الانتقالي
عدن – المساء برس|
تبدو الساحة السياسية التي يديرها ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي في الجنوب أمام منعطف جديد، بعد أن ظهرت مؤشرات واضحة على اصطفاف عضو المجلس سلطان العرادة إلى جانب رئيس المجلس رشاد العليمي المدعومين سعوديًا، في مواجهة التمدد العسكري والسياسي للمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، والذي اقتحم محافظتي حضرموت والمهرة وفرض سيطرة كاملة عليهما خلال الأيام الماضية.
هذا التحول بدا جليًا في الاتصال المرئي الذي أجراه العرادة مع سفراء بريطانيا وفرنسا، حيث وجّه رسائل شديدة اللهجة حذّر فيها من أن “التصرفات خارج الإجماع الوطني”—في إشارة مباشرة لخطوات الانتقالي الأحادية—تفتح الباب، حسب زعمه، أمام قوات صنعاء لاستثمار ما يحدث لتعزيز نفوذها على حساب معسكر التحالف السعودي الإماراتي.
ورغم أن العليمي بدا معزولاً سياسيًا بعد اندفاعة الانتقالي نحو حضرموت والمهرة وسيطرته على شركة “بترومسيلة”، إلا أن موقف العرادة يعيد تحالفه مع العليمي داخل ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي لمواجهة الانتقالي، في سياق الصراع السعودي الإماراتي.
توقيت تصريحات العرادة لم يأتِ من فراغ، ففي ظل الخلافات السعودية الإماراتية التي فجّرتها سيطرة الانتقالي على المحافظات الجنوبية الغنية بالنفط، تبدو الرياض متجهة عمليًا لفرض واقع جديد على الأرض، من خلال تحريك أدواتها ضد الانتقالي المدعوم إماراتيًا، لكبح جماح الأخيرة وإعادة توزيع مراكز النفوذ داخل الرئاسي.
العرادة شدّد في حديثه مع سفراء لندن وباريس على ضرورة “مضاعفة الجهود الدولية لدعم القيادة السياسية بقيادة العليمي”، وهي إشارة غير مسبوقة من أحد أبرز أعضاء المجلس إلى اصطفاف صريح مع العليمي في مواجهة خطوات الانتقالي التي يرى فيها كثيرون تمهيدًا لإعلان انفصالٍ من طرف واحد.
وبينما يواصل الانتقالي توسّعَه مستندًا إلى دعم إماراتي مباشر، تبدو ملامح جبهة سياسية جديدة تتشكل داخل المجلس الرئاسي من الإصلاح والعليمي بإيقاع وإيعاز سعودي لمواجهة الإمارات وأدواتها.
وتظهر هذه المستجدات أن التصدّع داخل المعسكر الموالي للتحالف يتسع ويتعمّق الشرخ داخل بنية السلطة التي أرادتها الرياض واجهة موحدة لمواجهة قوات صنعاء.