مغادرة الحكومة وتراجع سعودي ميداني يعمّقان الشرخ مع أبو ظبي
عدن – المساء برس|
تشهد مدينة عدن مرحلة غير مسبوقة من الاضطراب، مع تداخل التطورات السياسية والعسكرية في مشهد يكشف حجم التصدّع داخل معسكر التحالف. فبعد تأكيد مسؤول كبير في المجلس الانتقالي الجنوبي لوكالة رويترز أن أعضاء الحكومة الموالية للرياض غادروا عدن، عاد المسؤول نفسه ليؤكد أن المجلس «لم يطلب من الحكومة المغادرة»، في محاولة للتخفيف من دلالات هذا الخروج المفاجئ.
إلا أن هذه التصريحات المتناقضة تأتي في وقت تتراجع فيه قبضة السعودية ميدانيًا داخل عدن بصورة لافتة؛ إذ سبقت مغادرة الحكومة سلسلة خطوات سعودية تظهر انحسار نفوذها، أبرزها سحب وحداتها العسكرية من عدد من معسكرات المدينة خلال الأيام الماضية، ثم سحب الطاقم الطبي التابع للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن من مستشفى الأمير محمد بن سلمان بشكل مفاجئ، وهو إجراء يعكس توترًا واضحًا داخل الهياكل المشتركة للتحالف.
وبحسب مصادر طبية وعسكرية، جاءت هذه الانسحابات السريعة دون تقديم تبريرات، ما فتح الباب أمام تأويلات تربطها مباشرة بتصاعد الصراع وبلوغ ذروته بين الرياض وأبو ظبي على إدارة عدن ومفاصلها الحيوية.
ومع إحكام الفصائل الموالية للإمارات قبضتها على القرار الأمني والإداري، تبدو السعودية وكأنها تعيد حساباتها، متجنبة مواجهة مباشرة مع شريكها الذي بات يفرض إيقاعه على الأرض.
هذا التراجع السعودي تزامنًا مع خروج الحكومة التي تعد واجهة الرياض السياسية، يعكس، وفق مراقبين، تأزمًا داخليًا عميقًا داخل بنية التحالف، ويشير إلى اقتراب جولة دموية جديدة بين الحليفتين عبر أدواتهما في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.