قائد العسكرية الأولى يجري زيارة لمواقع قواته بالتزامن مع اقتراب قوات الانتقالي من سيئون

تقرير – المساء برس|

في ظلّ التوتر المتصاعد في وادي حضرموت، جاء تفقد قائد المنطقة العسكرية الأولى – قائد اللواء 37 مدرع – صالح الجعيملاني، صباح اليوم، لعدد من المواقع الأمامية، كمحاولة لإظهار تماسكٍ ميداني يتعارض مع الوقائع التي تعيشها المنطقة منذ أيام، بعد التقدم المتسارع للقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي واقترابها من مشارف مدينة سيئون.

وبحسب المعلومات الميدانية التي رصدتها تقارير سابقة، فإن قوات الانتقالي باتت خلال الأيام الماضية على بعد نحو 40 كيلومتراً فقط من سيئون، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة قرب منطقة الردود عقب استهداف أرتالها بقصف مباشر من دبابات المنطقة العسكرية الأولى. هذه التطورات وضعت قيادة المنطقة في موقف دفاعي، لتبدأ نشاطاً إعلامياً مكثفاً يهدف إلى نفي الاضطراب الميداني والإيحاء بسيطرة كاملة على الأرض.

وخلال زيارته للمواقع، شدّد الجعيملاني على “رفع مستوى الجاهزية” والاستعداد لأي طارئ، وهي عبارات تكررت في بيانات سابقة صدرت عن قيادات موالية للتحالف في لحظات الارتباك الميداني، خصوصاً في المحافظات التي تشهد صراع نفوذ بين الفصائل المرتبطة بأجندات خارجية. كما تحدث عن “روح معنوية عالية” لدى الوحدات المرابطة، في وقت تشير فيه التحركات العسكرية على الأرض إلى حالة استنفار غير مسبوقة خشية انهيار مفاجئ في خطوط الدفاع الأولى.

ورغم تأكيد الجعيملاني أن المنطقة “ثابتة في أداء مهامها” وفق توجيهات القيادة العسكرية التابعة للحكومة الموالية للتحالف، فإن السياق الميداني يُظهر أن الانتقالي يسعى إلى فرض واقع جديد في وادي حضرموت عبر امتدادٍ متسارع من المكلا باتجاه سيئون، مستفيداً من هشاشة الموقف العسكري للمنطقة الأولى وارتباك قيادة التحالف في إدارة التوازنات بين فصائلها.

وفي خطوة بدت دفاعية، أصدر قائد العسكرية الأولى توجيهات بتنفيذ خطة “الإغلاق والتأمين” لكامل مسرح العمليات، في محاولة لمنع مزيد من الاختراقات. غير أن هذا الإجراء يعكس عملياً خشية واضحة من تقدّم جديد قد يحدث تحولات دراماتيكية في الساعات أو الأيام المقبلة، خصوصاً مع حالة الترقب الشعبي التي عمّت مناطق الوادي طوال اليومين الماضيين.

ورافق الجعيملاني في جولته رئيس أركانه وعدد من قادة “درع الوطن”، وهي التشكيلات التي تشتغل بدعم سعودي مباشر، والتي تسعى منذ أشهر إلى تثبيت موطئ قدم في وادي حضرموت رغم رفض القوى المحلية والقبلية لسياسات التحالف وتدخلاته.

وفي محاولة مضادة للحد من أثر الأخبار المتداولة، أكدت قيادة المنطقة العسكرية الأولى أن “الأوضاع تحت السيطرة” وأن ما يُشاع عن سقوط مواقع أو اندلاع اشتباكات في الآونة الأخيرة “مجرد أكاذيب”. غير أن الوقائع التي نقلتها مصادر ميدانية خلال الساعات الماضية – من قصف بالدبابات واشتباكات في محيط الردود واستنفار واسع قرب سيئون – تعكس صورة مناقضة تماماً لتصريحاته التي بدت أقرب إلى محاولة تهدئة معنوية متأخرة.

تتزامن هذه التوترات مع استمرار حالة التشظي داخل معسكر التحالف وفصائله المتنافسة خصوصاً في وادي حضرموت الذي يعد أحد آخر المناطق الحساسة التي تتنازعها القوى الموالية للرياض وأبوظبي.

وبينما تحاول المنطقة العسكرية الأولى إظهار تماسك صوري عبر زيارات ميدانية وتصريحات مطمئِنة، يبقى المشهد على الأرض مرشحاً لمزيد من التصعيد، ما يجعل حضرموت أمام مفترق طرق جديد قد يعيد رسم خارطة السيطرة في الوادي بالكامل.

قد يعجبك ايضا