غضب الجنوبيين يتفجّر عشية اعتصام المعاشيق.. وفضيحة التمييز تهزّ حكومة التحالف
عدن – المساء برس|
قبل ساعات من انطلاق الاعتصام المفتوح أمام قصر المعاشيق في عدن، وجّه جرحى الحرب وأسر القتلى في المحافظات الجنوبية ضربة سياسية جديدة لحكومة التحالف عبر بيانهم التحضيري، الذي رسم صورة قاتمة لحجم التهميش المتراكم منذ أكثر من عقد.
وأكدت اللجنة التحضيرية أنّ حقوق “الجرحى والشهداء” أصبحت خارج نطاق التأجيل، وأن صبرهم استنزف بالكامل في ظل ما وصفوه بـ”الإهمال الممنهج” وغياب أي استجابة جدية لمطالبهم.
ويضع البيان ما يسمى “مجلس القيادة الرئاسي” في مواجهة مباشرة، مع تشديد الجرحى على إلزامه بصرف المرتبات المتأخرة فوراً، والمصادقة على ترقيات قتلى وجرحى ما يسمّى بـ”الدفاع الجنوبي”، إضافة إلى اعتماد منحة عاجلة لعلاج الجرحى الممنوعين من السفر منذ سبع سنوات، وهو ملف ظلّ رهينة المزاج السياسي والولاءات داخل معسكر التحالف.
كما حمّل البيان حكومة بن بريك مسؤولية “التمييز الفاضح” الذي يحظى به جرحى المحافظات الأخرى، في فضيحة تعمّق الشرخ داخل صفوف القوى الموالية للتحالف.
وذهب الجرحى أبعد من ذلك بالمطالبة بالمساواة في المكرمات السعودية والمرتبات وحصص الحج والعمرة، إلى جانب استكمال إجراءات الأراضي وبناء وحدات سكنية لأسر الشهداء والجرحى المعاقين، ومنع أي استقطاعات مالية من مرتباتهم.
وفي خطوة تكشف انعدام الثقة، أعلنت اللجنة رفضها القاطع لإنشاء هيئة جديدة للجرحى، معتبرة ذلك محاولة للالتفاف على حقوقهم قبل استعادتها، ودعت إلى تفعيل قوانين “رعاية أسر الشهداء والجرحى”، وعلى رأسها قانون رقم (5) لسنة 1993، الذي ظلّ معطّلاً منذ سنوات.
بيان الجرحى، الذي جاء عشية احتجاج وصف بأنه سيكون الأكبر منذ سنوات، يؤكد أن المعتصمين لن يغادروا الساحات قبل تنفيذ المطالب كاملة، ما يضع حكومة التحالف في مواجهة ضغط شعبي غير مسبوق، ويكشف هشاشتها السياسية وخياراتها العرجاء في إدارة ملف يفترض أنه من أولويات أي سلطة تحترم نفسها، كما يقول مراقبون.