شبكات فساد وارتباطات مظلمة بين إبستين ومحمد بن سلمان: وثائق تفضح تحالف المال والسلطة في واشنطن والرياض
خاص – المساء برس|
كشفت مجلة “بوليتيكو” الأميركية عن وثائق سرية جديدة من أرشيف رجل الأعمال الأميركي المثير للجدل جيفري إبستين، المتهم باغتصاب أطفال وقصّر وتسخير جزيرته للإتجار الجنسي بالأطفال القصّر، والمعروف بعلاقاته المتشعبة مع مسؤولين ورجال مال ونفوذ في الولايات المتحدة وخارجها، من بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
الوثائق التي أفرج عنها محققون في الكونغرس الأميركي أظهرت شبكة اتصالات واسعة لإبستين تضمنت شخصيات خليجية وروسية وأوروبية نافذة، ناقش معها ملفات تتصل بسياسات الرئيس دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، ما يشير إلى تداخل مريب بين المال والسياسة، بل واستخدام النفوذ الشخصي في صفقات سياسية وأمنية تمتد من واشنطن إلى الخليج.
أحد أكثر المقاطع إثارة في تلك الوثائق رسالة بعثها إبستين إلى الملياردير الأميركي توم بريتسكر في ديسمبر 2016 قال فيها: “هل تصدق أن محمد بن سلمان أرسل لي خيمة؟ بالسجاد وكل شيء!”، ليرد عليه بريتسكر ساخرًا: “خيمة؟ أظن أن هذا تعبير رمزي عن الحب… أو ربما كود يعني: اذهب واضرب الرمل.”
هذه الرسالة، بحسب بوليتيكو، تبرهن على علاقة مباشرة بين إبستين ومحمد بن سلمان، الذي كان حينها يصعد سريعًا في هرم السلطة داخل المملكة. أما السلطات السعودية فلم تقدّم أي توضيح حول خلفية الهدية أو طبيعة العلاقة بين الطرفين، في وقت تثير فيه الوثائق شبهات بشأن شبكة نفوذ عابرة للقارات، عملت على حماية مصالح واشنطن والرياض عبر أدوات مالية وفاسدة أخلاقيًا مشبوهة.
كما تكشف المراسلات عن سعي إبستين لاستخدام علاقاته في الخليج، خصوصًا في الإمارات، لتوسيع نفوذه داخل الأوساط السياسية الأميركية. ففي رسالة أخرى قبل تنصيب ترامب بأيام، كتب إبستين لرجل الأعمال الإماراتي سلطان أحمد بن سليم، رئيس شركة “موانئ دبي العالمية”، بعد أن سأله الأخير عن دعوة لحضور الحفل، فنصحه إبستين باستغلال المناسبة “لبناء علاقات في واشنطن أو نيويورك”.
ويشير هذا التفاعل إلى شبكة تأثير متبادلة بين رجال المال الخليجيين واللوبيات السياسية الأميركية، حيث تستخدم المناسبات الرسمية كغطاء لتثبيت النفوذ وتبادل المصالح بعيدًا عن الأطر الدبلوماسية المعلنة.
الوثائق، وإن لم تكشف بعد عن كل خيوطها، تؤكد أن المال والابتزاز السياسي والفساد الأخلاقي كانت أدوات مركزية في صناعة القرارات داخل منظومة التحالف الأميركي الخليجي، وهي شبكة ما زالت آثارها تنعكس اليوم على المشهد الإقليمي، من اليمن إلى فلسطين.