نفير قبائل اليمن…رهان صنعاء ليس على الجيش فقط
تقرير _ المساء برس|
تشهد المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء حراكاً قبلياً واسعاً وغير مسبوق منذ بداية أكتوبر الماضي، حيث تأتي هذه التحركات في أعقاب وقف إطلاق النار في غزة وتوقف العمليات العسكرية اليمنية المساندة، حيث تشهد الساحات والميادين في المديريات والعزل وقفات يومية حاشدة “تعلن النفير العام وتؤكد الاستعداد لخوض الجولة القادمة ضد الكيان الإسرائيلي”.
وبحسب البيانات الصادرة عن القبائل والمتداولة في وسائل الإعلام التابعة لحكومة صنعاء، فإن هذه الوقفات المسلحة” تهدف إلى استمرار التعبئة والحفاظ على حالة الاستنفار والجاهزية القصوى بين أفراد القبائل، كما تهدف إلى تقديم الدعم العسكري والمعنوي لقطاع غزة والمسجد الأقصى وكامل الأراضي الفلسطينية، إلى جانب التصدي للمخططات التي تهدف لاستباحة المنطقة والأمة”.
وتؤكد البيانات” دعمها الكامل لكل الخيارات التي يتخذها قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، معربة عن استعدادها لتقديم التضحيات في سبيل ذلك”.
ويرى مراقبون أن هذا الحراك القبلي لا يحمل رسائل استعداد لموجهة أمريكا وإسرائيل فقط، بل تتضمن أبعاداً إقليمية وسياسية أوسع، حيث توجه رسائل واضحة إلى السعودية والإمارات، حيث تهدف الوقفات إلى إيصال رسالة مفادها أن أي مواجهة عسكرية محتملة مع حكومة صنعاء ستكون مكلفة جداً، ليس فقط بسبب التطور العسكري الذي أحرزته في مجال الصواريخ الفرط الصوتية والطائرات المسيرة، بل بسبب عامل حاسم يتمثل في وجود دعم شعبي وقبلي واسع لحكومة صنعاء، وهو ما يمثل رأس مال سياسي وعسكري يصعب تجاهله ويعزز من موقعها التفاوضي ويضاعف من قوتها الردعية في أي مفاوضات أو صراعات مستقبلية.
وتمثل الوقفات القبلية المسلحة في اليمن ظاهرة تعكس تحولاً في بنية القوة الداخلية حيث يصبح التفاف القبائل إلى جانب التطور العسكري ركيزة أساسية في معادلة الصراع الإقليمي الراهن والمستقبل السياسي في اليمن.
وخلال العامين الماضيين، نظمت حكومة صنعاء مسيرات شعبية كل يوم جمعة في أكثر من ألف ساحة وميدان، دعماً لغزة وللعمليات اليمنية المساندة لها، وكان لهذه المسيرات دلالات واضحة على وقوف الشعب اليمني إلى جانب حكومة صنعاء، كما أنها كانت جزءا من إفشال الهجمات العسكرية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية على اليمن.