من تعز إلى عدن.. الولاءات المتشظية.. صراع على رقعة الخراب

متابعات خاصة – المساء برس.. هاشم الدرة|

تعيش المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف الإماراتي السعودي حالة من الانهيار السياسي والأمني، والاقتصادي، نتيجة صراعات داخلية بين الفصائل الموالية لكل من السعودية والإمارات حيث تتنازع الولاءات بين الرياض وأبوظبي، وتغرق في مهاترات إعلامية وتحركات ميدانية لا تخدم سوى مشاريع من يحركهم.

في تعز، تتصارع أدوات الإمارات والسعودية على النفوذ، حيث يواجه طارق عفاش الموالي لأبوظبي حزب الإصلاح المدعوم من الرياض تحت غطاء “الشرعية”، في مشهد عبثي يتكرر تحت شعارات الأمن ومحاربة الإرهاب.

ويقول محور طور الباحة بقيادة اللواء أبوبكر الجبولي، قائد اللواء الرابع مشاة جبلي، التابع للإصلاح في بيان صادر عنه:”إنه تمكن من إحباط مخطط إرهابي، كان يستهدف مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين جنوبي محافظة تعز، عبر خلايا كانت تخطط لاقتحام مقار حكومية وتنفيذ عمليات تفجير واغتيالات، كما اتهم شخصيات محسوبة على طارق عفاش، بزعزعة الأمن والاستقرار”.

ووفقا لمراقبين فإن الأمر لا يعدوا كونه عمل استباقي لكبح تنامي نفوذ طارق عفاش في المنطقة التي يبدوا وفقا للمراقبين باتت أقرب إليه من حزب الإصلاح، حيث تشهد المنطقة تحركات لشخصيات محسوبة على طارق عفاش من بينهم صهيب البركاني نجل رئيس البرلمان التابع للتحالف، لحشد القبائل والمناطق ضد حزب الإصلاح. 

وفي ذات الوقت فإن البيان الصادر عن المحور أراد إصابة عصفورين بحجر واحد بحيث يكون فزاعة أمنية، ملئت بالتهديدات والخيال العسكري، من طائرات مسيرة، إلى سيارات مفخخة، في حبكة درامية تهدف إلى تخويف المواطنين وإخماد الاحتجاجات، التي خرجت تطالب بمحاسبة من ارتكبوا جريمة اغتيال افتهان المشهري وقتل عبدالرحمن النجاشي، وكذلك القضاء على أي تحرك لغرمائهم من الجناح الموالي للإمارات.

وفي جنوب البلاد، لا يقل المشهد عبثا، حيث يتبادل المجلس الانتقالي وحكومة “الشرعية” الاتهامات، بعد تصريحات وزير الخارجية التابع للتحالف شايع محسن التي رفض فيها فكرة “حل دولتين”، حيث اعتبر الانتقالي التصريحات إساءة لقضية الجنوب، وطالب بتوضيح عاجل، متهما الوزير بالإقصاء وتجاوز “التفاهمات؟!”، في مشهد يعكس هشاشة الشراكة بين أطراف يفترض أنها تعمل تحت مظلة واحدة “التحالف”.

ويرى مراقبون أن هذه الفصائل، سواء كانت إصلاحية أو انتقالية أو تابعة لطارق عفاش، لا تمثل مشروعا وطنيا برمتها، بل هي أدوات متصارعة تخدم أجندات خارجية، وتتنازع على فتات السلطة، بينما يدفع الشعب اليمني الثمن من دمه وكرامته وقوته.

فهذا التحالف ذاته، الذي يدعي دعم “الشرعية”، هو من يغذي هذا الانقسام، عبر توزيع الولاءات وتغذية الصراعات، ليبقى اليمن ساحة مستباحة لما يخدم مصالحه، وميدانا للفوضى التي لا تنتهي.

قد يعجبك ايضا