عندما تعجز العدالة.. لماذا أحرق هذا المحامي بطاقته المهنية في تعز؟
تعز – المساء برس|
في خطوة صادمة تعكس حجم اليأس من جهاز القضاء، أقدم محامٍ كان يدافع عن ضحايا ابتزاز في حي السلخانة بمدينة تعز، على حرق بطاقة عضويته في نقابة المحامين اليمنيين، معلناً انسحابه من المهنة احتجاجاً على إفلات عصابة الابتزاز من السجن.
جاءت هذه الخطوة بعد أيام قليلة من إطلاق سراح أفراد العصابة، الذين عادوا – وفقاً للمحامي – إلى حي السلخانة ليمارسوا نفس التكتيكات الإرهابية، مهددين أسر الضحايا بشكل مباشر.
وفي مشهد مُؤلم بثه عبر فيديو مباشر، أشعل المحامي النار في بطاقته النقابية، وهي الصورة التي أصبحت رمزاً لصورة الإحباط المجتمعي من تعطيل العدالة. وقال في رسالته المصورة: “رغم أن النيابة العامة في تعز عملت على تمديد حجز المتهمين 45 يوماً، إلا أنني تفاجأت بإخراجهم من السجن المركزي، وبالذات كبير المتهمين.”
ولم تكن صدمة المحامي مقتصرة على قرار الإفراج، بل تجاوزتها إلى ما حدث لاحقاً، حيث كشف قائلاً: “المتهمون عادوا إلى حارة السلخانة وأرهبوا أسر الضحايا. وتواصل معي أسر الضحايا يطلبون مني عدم المتابعة في القضية.”
وعندما سألهم عن سبب هذا التراجع المفاجئ، كانت الإجابة صادمة: “أخبروني أن المتهمين فوق الطقم في حارة السلخانة، يدورون ويقومون بتهديد أسر الضحايا بشكل مباشر.”
وتتكرر مثل هذه الأحداث في المدينة باستمرار، في ظل سيطرة الفصائل العسكرية الموالية للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.
وتبقى الفوضى سائدةً، فيما يعاني السكان من جرائم العصابات، ومن جهاز أمني لا يقوم بحمايتهم منها، بل يعمل على حمايتها وتغطيتها.