مجلة أميركية: تجارب «شاهد» دفعت البنتاغون للحاق بسباق الطائرات المسيّرة الهجومية بعيدة المدى

طهران – المساء برس|

أفادت مجلة “ذا ناشيونال إنترست” لأميركية بأن التطورات الميدانية في أوكرانيا وقطاع غزة وساحات إقليمية أخرى أعادت تسليط الضوء على حاجة الولايات المتحدة الملحّة لامتلاك طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى ومنخفضة التكلفة، مشيرةً إلى أن إدلاء قياديات عسكرية أميركية بتصريحات حول «حاجة ملحّة» لبناء قدرات مشابهة لطائرات “شاهد” الإيرانية يعكس قلقاً إستراتيجياً متزايداً.

وقالت المجلة إن اللواء جيمس بارثولوميس، قائد الفرقة 25 مشاة، اعتبر أن بروز حرب الطائرات المسيرة في أنحاء العالم «يسرّع هذا الطلب» لدى الجيش الأميركي، وأن قيادة الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تستفيد من الدروس المستقاة من الصراع الأوكراني فيما يتعلق بدور هذه المنظومات في الحروب المعاصرة.

وذكرت المجلة أن طائرات «شاهد» الإيرانية، التي لعبت دوراً كبيراً في المواجهة الأوكرانية بعد توظيفها من قبل روسيا، ظهرت أيضاً في ساحات إقليمية أخرى حيث استخدمها حلفاء طهران في غزة ولبنان واليمن ضد “حكومة الاحتلال” وشركائها، ما يثبت — بحسب التقرير — أن هذا النوع من المسيرات لم يعد سلاحاً محلياً بل أصبح أداة إقليمية وعابرة للحدود.

وتركز التحليلات على نقطتين أساسيتين: الأولى أن «شاهد» نموذج منخفض التكلفة وقابل للتصنيع بكميات كبيرة، ما يجعله سلاح ضغط فعالاً ضد البنى التحتية والعمليات العسكرية؛ والثانية أن استخدامه على نطاق واسع يسرّع سباقاً تقنياً لدى الدول لإيجاد دفاعات رخيصة وفعالة ضد موجات المسيرات. تقارير مراكز بحثية أميركية أشارت إلى أن روسيا رصدت زيادة كبيرة في عدد إطلاقات «شاهد» منذ سبتمبر 2024 وحتى مارس 2025، ما رفع معدلات الإطلاق الأسبوعية من حدود مئات إلى نحو الألف إطلاق أسبوعياً في ذروة الاستخدام.

المجلة نقلت أيضاً أن الفرقة 25 شرعت بتأسيس شركة متخصصة لأنظمة الهجوم الجوي (launched-effects company) لمعالجة نقص قدرات الطائرات الهجومية منخفضة التكلفة في الجيش الأميركي، في خطوة تعكس اعتراف القيادة العسكرية بأن نماذج المسيرات الانتحارية أرخص بكثير من الصواريخ التقليدية وغالباً ما تُستخدم بكثافة لإرهاق أنظمة الدفاع الجوي.

ومن بين المواصفات التقنية التي أوردتها تحليلات متعددة أن نماذج مثل «شاهد-136» تعمل كذخائر متسكعة (انتحارية) تحوم قرب الهدف ثم تصطدم به، وتستخدم محرّكات وتصميمات يسهل استيراد مكوّناتها أو تصنيعها محلياً، فيما تتفاوت السرعات والمدى بحسب النسخ والحِمالة. كما لاحظت دراسات أن الفعالية المفترضة لهذه المسيرات ليست في نسبة الإصابة الفردية بقدر ما هي في تأثير الإشباع/التشبع الذي تفرضه على الدفاعات والإضرار بالبنى الحيوية على مدى زمن طويل.

قد يعجبك ايضا