القاهرة تتحرك دبلوماسيًا لتجنّب حرب لبنانية إسرائيلية… وخطة مصرية تواجه تحديات معقّدة

بيروت – المساء برس|

كشفت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، اليوم السبت، عن تحرك دبلوماسي مصري واسع يهدف إلى احتواء التوتر المتصاعد على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية شاملة، في وقت تشهد فيه الحدود الجنوبية للبنان توتراً غير مسبوق منذ اندلاع حرب غزة.

وبحسب ما نقلته القناة عن مصادر دبلوماسية عربية، فإن الخطة المصرية تقوم على تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من خمس نقاط حدودية لا يزال يتمركز فيها، مقابل التزام حزب الله بتجميد نشاطاته العسكرية جنوب نهر الليطاني، بما يعيد تطبيق القرار الدولي 1701 ولكن بصيغة محدثة.

وتقترح القاهرة، وفق التقرير، إنشاء آلية تفاوض برعاية عربية – تركية مشتركة تتولى مراقبة تنفيذ الاتفاق ميدانياً، وتكون بمثابة بديل جزئي عن الدور الأممي التقليدي لقوات “اليونيفيل”، ما يمنح العرب والأتراك حضوراً مباشراً في الملف الأمني اللبناني.

كما تتضمن الخطة بعداً إقليمياً يركّز على ضرورة التنسيق بين طهران والرياض لضمان تحييد لبنان عن التجاذبات الإقليمية، مع الحفاظ على سلاح حزب الله ضمن ما تصفه القاهرة بـ”الخمول الاستراتيجي”، أي من دون استخدامه أو تطويره في هذه المرحلة.

غير أنّ المبادرة تواجه عقبات سياسية وإجرائية معقّدة، أبرزها تحفّظ رسمي لبناني على إشراف قوّة عربية – تركية على الجنوب، وغياب موقف “إسرائيلي” واضح حتى الآن، بينما تتعامل واشنطن بحذر مع المقترح، مكتفيةً بالتأكيد على دعمها لأيّ جهد “يحافظ على الاستقرار ضمن الأطر الدولية”.

ويرى مراقبون أنّ القاهرة تسعى من خلال هذه المبادرة إلى استعادة دورها كوسيط إقليمي فاعل وإعادة التموضع العربي في الملف اللبناني عبر معادلة “الأمن مقابل الهدوء”، في محاولة لوقف التدهور الميداني ومنع المنطقة من الانزلاق نحو مواجهة شاملة قد تمتدّ من جنوب لبنان إلى الجولان وغزة.

قد يعجبك ايضا