فوضى مأرب الأمنية.. السطو على شركة صرافة بزيّ عسكري
مأرب – المساء برس|
في مشهد يعكس الانفلات الأمني المتفاقم في مناطق سيطرة التحالف، شهدت محافظة مأرب، أمس الاثنين، عملية سطو مسلح جريئة استهدفت شركة صدام إكسبرس للصرافة، حيث اقتحمت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية مقر الشركة في وضح النهار، ونهبت مبالغ مالية ضخمة قبل أن تلوذ بالفرار.
ووفقًا لمصادر محلية، فإن المسلحين الذين نفذوا العملية كانوا يرتدون زيًا عسكريًا رسميًا، ما أثار الشكوك حول تبعيتهم لأحد التشكيلات التابعة للتحالف أو لأجهزته الأمنية، خصوصًا في ظل تكرار مثل هذه الجرائم في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وأضافت المصادر أن المهاجمين استولوا على ملايين الريالات من العملات المحلية والأجنبية، إلى جانب هواتف العاملين في الشركة، قبل أن يغادروا المكان دون أي تدخل يذكر من الأجهزة الأمنية، في مشهد يثير تساؤلات واسعة حول حقيقة “السلطة” التي تتحكم في مأرب، والجهة التي توفر الغطاء لمثل هذه العمليات.
وتداولت أوساط تجارية أن إجمالي المبلغ المنهوب قد يصل إلى أربعة ملايين ريال سعودي، وسط حالة من الغضب والاستنكار بين المواطنين والتجار، الذين طالبوا “محاسبة الجهات الأمنية المتواطئة أو العاجزة” عن حماية الممتلكات العامة والخاصة.
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من عمليات النهب والسطو المنظم التي تشهدها مأرب منذ أشهر، في وقت تتبادل فيه فصائل التحالف الاتهامات بالفساد والتقصير الأمني، بينما تغيب الدولة وتتفكك المؤسسات.
وبحسب مراقبين فإن تكرار جرائم السطو تحت غطاء عسكري يكشف عن هشاشة المنظومة الأمنية التابعة للتحالف، ويعزز الاعتقاد بأن الفوضى باتت وسيلة لإحكام السيطرة على الموارد والمال العام في مناطق مأرب النفطية، وسط صمت قيادات التحالف التي تغض الطرف عن تصرفات فصائلها المتناحرة.