تصاعد دموي متواصل في جنين.. 65 شهيداً منذ يناير والعمليات الإسرائيلية لا تتوقف
فلسطين المحتلة – المساء برس|
تعيش محافظة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة واحدة من أطول موجات التصعيد العسكري الإسرائيلي منذ بداية العام، حيث أعلنت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، اليوم الاثنين، أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 65 فلسطينياً، بينهم أربعة قضوا برصاص أجهزة أمن السلطة، منذ بدء الهجوم الواسع الذي تشنه القوات الإسرائيلية على المحافظة ومخيماتها منذ 21 يناير الماضي.
وقالت اللجنة في بيان إن العدوان الإسرائيلي يدخل يومه الـ280 على التوالي، في ظل استمرار عمليات الاقتحام اليومية وعمليات الاعتقال وإطلاق النار، إلى جانب تخريب المنازل والممتلكات في مختلف البلدات التابعة للمحافظة.
وأشار البيان إلى أن المدن والمخيمات الجنوبية والشرقية من جنين تشهد اقتحامات متكررة واعتداءات ممنهجة تطال المدنيين والمرضى والمزارعين، ما يرفع منسوب التوتر في المنطقة وسط صمت دولي متواصل.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، نفذت القوات الإسرائيلية حملة مداهمات واسعة شملت معظم بلدات المحافظة، اعتقلت خلالها عشرات الفلسطينيين، فيما أبقت على تسعة منهم قيد الاعتقال بعد تحقيقات ميدانية تعرض خلالها المواطنون وأسرهم للاعتداء.
وفي أحدث التطورات الميدانية، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة اليامون، حيث حطمت مركبة والدة الشهيد محمد حوشية، كما اعتقلت الأسير المحرر رائد السعدي من بلدة السيلة الحارثية قبل أن تفرج عنه لاحقاً مع عدد من الأسرى المحررين الذين سبق إطلاق سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى.
كما أقامت القوات الإسرائيلية عشرات الحواجز العسكرية في أنحاء المحافظة، وسُجل خلال الأيام الماضية أكثر من 33 عملية إغلاق و13 اقتحاماً واسعاً، تخللها ثماني عمليات إطلاق نار مباشر على المدنيين و48 عملية دهم للمنازل.
إلى جانب ذلك، وثقت اللجنة ثلاث اعتداءات نفذها مستوطنون في مناطق متفرقة من المحافظة، إضافة إلى عمليات مصادرة للممتلكات وممارسات وُصفت بأنها “عقابية” بحق الأهالي.
وبحسب اللجنة فأن فصائل المقاومة الفلسطينية في جنين ما زالت تواصل نشاطها الميداني، وتشتبك مع القوات الإسرائيلية في أكثر من محور، في مشهد يعكس صموداً متواصلاً رغم ما وصفته بـ“حملات الاغتيال والاعتقال المنهجية” التي تنفذها قوات الاحتلال وأجهزة الأمن الفلسطينية على حد سواء.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تحذر فيه مؤسسات حقوقية محلية ودولية من انزلاق الوضع الإنساني في جنين نحو الكارثة، مع استمرار الحصار المفروض على المخيم وتعطّل المرافق الحيوية والخدمات الطبية، ما يجعل من جنين عنواناً يومياً لمشهد الدم والاشتباك المفتوح في الضفة الغربية.