ترامب يعلن مشروع «الأسطول الذهبي»… محاولة أمريكية يائسة لاستعادة الهيمنة البحرية أمام تصاعد القوة الصينية والهجمات في البحر الأحمر
متابعات خاصة ـ المساء برس|
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مشروع جديد يدفع به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت مسمى “الأسطول الذهبي”، يهدف إلى إعادة هيكلة القوة البحرية الأمريكية عبر إنشاء فئات جديدة من السفن الحربية، في خطوة تعكس قلق واشنطن المتزايد من فقدان تفوقها في البحار أمام الصين وتزايد التهديدات في مناطق الصراع.
وبحسب الصحيفة، يسعى المشروع إلى استبدال المزيج الحالي من السفن الحربية بأسطول حديث أكثر كفاءة، يتضمن سفناً ضخمة مزودة بصواريخ بعيدة المدى وأخرى أصغر حجماً مثل الكورفيتات، بما يجعل البحرية الأمريكية قادرة – وفقاً للتصريحات الرسمية – على مواجهة التحديات المستقبلية في المحيط الهادئ.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن خطة “الأسطول الذهبي” تمثل رؤية ترامب لإعادة بناء القوة العسكرية، في وقت أقر فيه ضباط بحريون متقاعدون بأن تنفيذ المشروع سيستغرق سنوات طويلة، وربما لن يرى النور إلا بعد مغادرة ترامب المنصب.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الخبراء منقسمون حول جدوى المشروع، حيث يرى بعضهم أن بناء السفن الضخمة مكلف وبطيء، فيما يؤكد آخرون أن الاعتماد على الصواريخ بعيدة المدى أصبح أساسياً لتفوق واشنطن العسكري في المحيط الهادئ.
وفي شهادة أمام مجلس الشيوخ، كشف وزير البحرية الأمريكي جون فيلان أنه كان يبعث رسائل نصية إلى ترامب في منتصف الليل يشكو فيها من “السفن الصدئة”، في إشارة إلى تدهور حالة الأسطول الحالي.
من جانبه، أوضح الضابط البحري الأمريكي المتقاعد برايان كلارك أن البحرية الأمريكية تستهدف تكوين أسطول يتراوح بين 280 و300 سفينة مأهولة، إلى جانب عدد كبير من السفن غير المأهولة لتعويض الفجوة العملياتية المتزايدة.
ولفت التقرير إلى أن البحرية الأمريكية تواجه صعوبة متزايدة في مجاراة التهديدات الحديثة، وعلى رأسها الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، مما يعكس تراجع فعالية الأسطول الأمريكي الحالي في مواجهة التحديات غير التقليدية.
ووفق الصحيفة، فإن المدمرات الحالية من فئة “أرلي بيرك” سيتم إحالتها إلى التقاعد تدريجياً ضمن خطة “الأسطول الذهبي”، في خطوة تُعد تحولاً جذرياً في بنية القوة البحرية الأمريكية.
ويُنظر إلى المشروع الجديد على نطاق واسع باعتباره محاولة من إدارة ترامب لترميم صورة التفوق الأمريكي المتهالكة، في ظل تصاعد النفوذ الصيني والروسي وتنامي القدرات الدفاعية لدول الجنوب العالمي التي لم تعد ترضخ للهيمنة الأمريكية في البحار والممرات الدولية.