الرئيس الكولومبي يتهم واشنطن و”تل أبيب” بالتجسس على بلاده ويؤكد: عقوباتي ثمن لموقفي من غزة

متابعات خاصة – المساء برس|

كشف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عن الأسباب التي تقف خلف التصعيد الأميركي ضده وضد بلاده، مؤكداً أن العقوبات المفروضة عليه جاءت نتيجة موقف كولومبيا الداعم لفلسطين ورفضه جرائم الإبادة الجماعية في غزة، إضافةً إلى دور وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) في تنفيذ أنشطة تجسسية داخل بلاده بالتعاون مع شركة “بيغاسوس” “الإسرائيلية”.

وقال بيترو في تصريحاته إن إدراجه في قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) يعود إلى كشفه حقيقة أن وكالة الاستخبارات الأميركية دفعت لشركة التجسس “بيغاسوس” التابعة للكيان “الإسرائيلي” للالتفاف على القانون الكولومبي واعتراض الاتصالات داخل البلاد.
وأضاف أن “الـCIA ارتكبت جريمة على الأراضي الكولومبية لا يجيزها القانون الوطني”، مؤكداً أن هذه التدخلات تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة كولومبيا ومحاولة لإخضاعها للأجندة الأميركية.

وأوضح الرئيس الكولومبي أنه لا يمتلك أي حسابات أو أصول مالية في الولايات المتحدة، قائلاً: “لم أقم بأي نشاط تجاري، وليس لدي دولار واحد هناك”، مشيراً إلى أن العقوبات الأميركية تستند إلى دوافع سياسية بحتة، وأن “واشنطن اختارت المافيا حليفاً لها في كولومبيا، وهاجمت من يقف في وجهها”.

وانتقد بيترو سياسة الولايات المتحدة التي ترفع شعار مكافحة المخدرات كذريعة استعمارية للسيطرة على أميركا اللاتينية، لافتاً إلى أن استهلاك الكوكايين في المدن الأميركية لم يتراجع رغم مليارات الدولارات التي تنفق باسم تلك الحرب.

وفي سياقٍ متصل، ربط الرئيس الكولومبي التصعيد الأميركي الأخير بموقف بلاده من حرب الإبادة في غزة، قائلاً إن واشنطن وتل أبيب “وجدتا نفسيهما معزولتين في الأمم المتحدة بعدما لفظتهما الإنسانية جمعاء”، مضيفاً: “باسم الشعب الكولومبي زرعنا بذرة في الكفاح العالمي من أجل وقف الإبادة الجماعية، وأعتقد أننا ساهمنا في وقفها”.

ووجّه بيترو رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلاً: “يا سيد ترامب، رجال الأعمال والسياسيون المزيفون الذين أصبحوا حلفاءك الآن هم مافيا كولومبيا”، مؤكداً أن الرد على سياسات واشنطن يجب أن يكون “بالموقف الصلب، لا بالركوع”.

وفي موقف داعم لبيترو، أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية رفضها العقوبات الأميركية المفروضة على الرئيس الكولومبي، ووصفتها بأنها إجراءات استعمارية جديدة تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة أن بيترو “هو الزعيم الكولومبي الوحيد الذي واجه شبكات تهريب المخدرات بشكل مباشر”.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت مساء الجمعة إدراج بيترو وعدد من أفراد عائلته ومسؤولين حكوميين على قائمة العقوبات، في خطوة أثارت موجة استنكار واسعة في أميركا اللاتينية، واعتُبرت تدخلاً سافراً في شؤون دولة ذات سيادة.

قد يعجبك ايضا