أدميرال فرنسي يقرّ بتكاليف باهظة لعمليات الدفاع الصاروخي في البحر الأحمر
متابعات _المساء برس|
رغم أن السفن الفرنسية لم تكن ضمن أهداف القوات اليمنية خلال عملياتها في البحر الأحمر دعماً لغزة، إلا أن تقارير فرنسية حديثة كشفت عن حجم الإنفاق الكبير الذي تكبدته باريس نتيجة مشاركتها في العمليات الدفاعية البحرية، ضمن المهمة الأوروبية “أسبيدس”، لاعتراض الصواريخ والمسيّرات اليمنية التي استهدفت سفنًا مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.
وأكد الأدميرال الفرنسي نيكولاس ديفوجير، قائد الطيران البحري السابق والمسؤول السابق عن التخطيط والبرامج في البحرية الفرنسية، أن القوات البحرية أطلقت أكثر من 20 صاروخاً من طراز “أستر” خلال انتشارها في البحر الأحمر، وفق ما نقله موقع “نافال نيوز” المتخصص في الشؤون البحرية.
وبحسب البيانات المتاحة، تتراوح تكلفة الصاروخ الواحد من هذا الطراز بين مليوني وثلاثة ملايين دولار، ما يعني أن فرنسا أنفقت ما لا يقل عن 40 إلى 60 مليون دولار على عمليات الدفاع الصاروخي فقط، دون احتساب نفقات التشغيل والصيانة.
وتأتي هذه الأرقام لتسلط الضوء على العبء المالي الكبير الذي تكبدته القوات الغربية، في محاولة التصدي لهجمات منخفضة التكلفة نسبياً من حيث الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تستخدمها القوات اليمنية، والتي تمكنت رغم محدودية الموارد من فرض ضغط استراتيجي واقتصادي على خصومها الذين فشلوا في تحقيق أهدافهم.
وكانت مجلة “ماريتايم إكزكيوتيف” الأمريكية قد كشفت في وقت سابق أن المدمّرة البريطانية “دايموند” أنفقت نحو 25 مليون دولار على صواريخ اعتراضية خلال شهرين فقط من انتشارها في البحر الأحمر مطلع عام 2024، في مشهد يعكس حجم الاستنزاف الذي تعرضت له ترسانات الدفاع الغربية.
كما اضطرت البحرية الأمريكية، بحسب تقارير أمريكية، إلى إطلاق مئات الصواريخ الباهظة الثمن، ما تسبب في نقص حاد بمخزونها الدفاعي ودفع العديد من الدول المشاركة في العمليات إلى تقليص وجودها تدريجياً في المنطقة.
وفي الوقت الذي لم تكن فيه السفن الفرنسية ضمن بنك أهداف قوات صنعاء، فإن مشاركة باريس في العمليات الدفاعية الأوروبية، وما تبعها من إنفاق عسكري ضخم، أعادت طرح تساؤلات داخل الأوساط الغربية حول جدوى المشاركة في معركة استنزاف لا تخدم مصالحها المباشرة.