تصاعد التوتر بين فصائل التحالف جنوب اليمن.. صراع نفوذ يهدد بانفجار جديد

تقرير – المساء برس|

عاد التوتر، الخميس، ليخيم على المشهد داخل معسكر القوى الموالية للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن، في انعكاس لحالة الانقسام الحاد والصراع على النفوذ بين أدوات التحالف في الجنوب والشمال.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تراشقات إعلامية حادة بين قيادات من حزب الإصلاح وأخرى من المجلس الانتقالي الجنوبي، اتهم خلالها كل طرف الآخر بمحاولة تقويض سلطته والسيطرة على عدن.

المجلس الانتقالي اتهم حزب الإصلاح بتدبير “مخطط لإسقاط عدن” انطلاقًا من مأرب وتعز، بينما ردّ قادة الحزب بأن ما يجري “مسرحية سياسية” يفتعلها الانتقالي للتهرب من مسؤولية الانهيار المعيشي في المدينة، وللضغط على السعودية عبر التلويح بتسليم عدن لمن يصفهم بـ”الحوثيين”.

التصعيد الإعلامي لم يأتِ بمعزل عن تحركات ميدانية مثيرة للجدل؛ إذ شهدت محافظتا أبين ولحج، البوابتان الشرقية والشمالية لعدن، نشاطًا عسكريًا متزايدًا، أبرزها ما وصف بهجوم “القاعدة” في أبين وتدشين لواء جديد تحت مسمى “المقاومة الوطنية الجنوبية” بقيادة أمجد خالد العدو اللدود للانتقالي، وهي تحركات تعكس حالة استقطاب عسكري تعيد إلى الأذهان ملامح مواجهات 2019 بين الطرفين.

وفي الوقت الذي تتعمق فيه الخلافات داخل ما يسمى “المجلس الرئاسي” الذي يفترض أن يمثل مظلة موحدة للفصائل الموالية للتحالف – تبرز مؤشرات على تفكك بنيته، بعد تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لإجبار فصائل التحالف على توريد عائدات المناطق الخاضعة لها إلى البنك المركزي.

غير أن المجلس الانتقالي يرفض تسليم عائدات عدن، تمامًا كما يرفض حزب الإصلاح توريد عائدات النفط والغاز في مأرب، في مشهدٍ يجسد تناقضات “التحالف” نفسه، الذي فشل في بناء سلطة موحدة أو إدارة متماسكة للمناطق التي يسيطر عليها.

وبحسب مراقبين، فإن ما يجري ليس سوى جولة جديدة من صراع النفوذ بين وكلاء التحالف، تدار بعناوين مختلفة، لكن جوهرها واحد هو التمسك بالموارد، وتبادل الاتهامات لتبرير الانهيار الأمني والخدماتي الذي يضرب المحافظات المحتلة.

وفي حين يغرق أبناء المحافظات الجنوبية في أزمات خانقة من انقطاع الكهرباء وغياب الخدمات واستشراء الفساد، تتناحر الفصائل الموالية للتحالف على المغانم، فيما يكتفي التحالف بمراقبة الفوضى التي صنعها، ليبقى الجنوب ساحة مفتوحة للصراع والنهب، بعيدًا عن أي مشروع وطني أو سيادي.

قد يعجبك ايضا