اليمن سيكون ضمن “المصفوفة الخليجية”… تفاقم الأزمات في المحافظات الجنوبية يعيد إلى الواجهة وعود التحالف بالتنمية والازدهار

تقرير_المساء برس|

 

تشهد المحافظات الجنوبية تدهوراً متواصلاً في الأوضاع الخدمية والاقتصادية والأمنية، ما أعاد إلى الواجهة الوعود التي أطلقتها دول التحالف، حيث يتداول ناشطون تصريحات سابقة لقيادات في دول التحالف العربي، تحدثت عن وعود بضم اليمن إلى ما وصفوه بـ”المصفوفة الخليجية” و”أوروبا الجديدة”، في إطار مشاريع تهدف إلى دعم التنمية والاستقرار في البلاد.

وفي مدينة عدن وعدد من المدن الأخرى، تتصاعد موجات الغضب الشعبي احتجاجاً على الانقطاع المستمر للكهرباء، وشحّ المياه، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، إلى جانب اتساع رقعة الانفلات الأمني. ووفقاً لمراقبين، فإن هذا المشهد يعكس حجم الإخفاق في إدارة الملف الخدمي والاقتصادي بالمناطق التي يُفترض أنها تحت سلطة الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف.

وفي يناير 2022، أعلن المتحدث باسم التحالف العربي، العميد تركي المالكي، عن انطلاق عملية “حرية اليمن السعيد”، مؤكداً أنها ليست عملية عسكرية بالمعنى التقليدي، بل مشروع استراتيجي يهدف إلى نقل اليمن نحو مرحلة من التنمية والازدهار، بحيث يصبح جزءاً من المنظومة الخليجية في مجالات التطور والاستقرار، غير أن الواقع الميداني، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات، يشير إلى نتائج مغايرة تماماً؛ إذ لم تتحقق الوعود التنموية، بل تتواصل الأزمات بوتيرة متصاعدة.

وخلال الأيام الماضية، أعلن السفير السعودي لدى اليمن توقيع عدد من الاتفاقيات مع حكومة عدن، قال إنها تهدف إلى تحسين الأوضاع الخدمية والاقتصادية، إلا أن مراقبين يرون أن هذه الخطوات تندرج ضمن إطار” التطمينات الإعلامية” أكثر من كونها مشاريع ذات أثر فعلي، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات ميدانية في هذا الشأن.

ويرى مراقبون أن ما يجري في المحافظات الواقعة تحت سيطرة القوى الموالية للتحالف، يعكس مفارقة حادة بين الخطاب السياسي والواقع الميداني، إذ لم تُترجم الوعود إلى إنجازات ملموسة، فانقطاع الكهرباء وانهيار الخدمات معضلات يومية يواجهها المواطنين، بينما تتزايد معدلات الفقر والبطالة، وتتراجع قيمة العملة المحلية بشكل مستمر، كما أن الانفلات الأمني المتكرر يضيف عبئاً إضافياً على الحياة اليومية ويقوّض الثقة بالسلطات الموالية للتحالف.

ويعتبر عدد من المراقبين أن أزمة الثقة بين الشعب اليمني والتحالف والقوى الموالية له بلغت ذروتها، خصوصاً بعد تعثّر الوعود السابقة بتمويل مشاريع البنية التحتية والخدمات وتحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية.

وحذروا من أن استمرار هذا التدهور قد يؤدي إلى انفجار شعبي واسع أمامه التحالف والقوى الموالية له، خصوصاً مع تنامي حالة الإحباط وفقدان الثقة بعد مرور عشر سنوات من الأزمات المتلاحقة.

 

قد يعجبك ايضا