ما هي المعادن النادرة التي تتصارع عليها القوى العظمى اليوم؟ وماهي الدول التي تسيطر عليها؟

خاص- المساء برس|

 

مع كثرة الحديث خلال الفترة الأخيرة عن المعادن النادرة في ظل تنافس القوى العظمى عليها، تبرز هذه العناصر كأحد أهم أورقة الصراع الجيوسياسي والاقتصادي في القرن الحادي والعشرين. فما هي هذه المعادن؟ ولماذا أصبحت ساحة للمنافسة الدولية؟

 

*ما هي المعادن النادرة ولماذا كل هذا الاهتمام؟

 

على الرغم من أن اسمها قد يوحي بغير ذلك، فإن المعادن النادرة (Rare Earth Elements) ليست قليلة الوجود في القشرة الأرضية، لكن صعوبة استخراجها وفصلها – بسبب تزامنها مع عناصر مشعة وتكاليف معالجتها الباهظة بيئيًا – هي ما يجعلها “نادرة” وقيمة.

 

وتكمن أهميتها في خصائصها المغناطيسية والكهروضوئية الفريدة، التي جعلتها مكونًا حاسمًا لا غنى عنه في الصناعات التكنولوجية والاستراتيجية، فهي عصب صناعة الهواتف الذكية وشاشات التلفاز، وقلب توربينات الرياح والمركبات الكهربائية، وعنصر أساسي في أنظمة التوجيه الصاروخي والرادار والاتصالات الفضائية، إلى جانب استخداماتها الحيوية في المجال الطبي مثل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي.

 

*خريطة السيطرة العالمية: من يملك مفاتيح الصناعة الحديثة؟

 

عند تتبع مصدر هذه الثروة، تظهر هيمنة صينية ساحقة لا تُضاهى، فبينما تمتلك الصين حوالي 34% من الاحتياطيات العالمية المعروفة، فإنها تنتج ما بين 70% إلى 80% من الإمدادات العالمية، وتسيطر على حوالي 90% من عمليات التكرير والمعالجة الحيوية، مستخدمة هذه الورقة repeatedly كسلطة في المفاوضات والتجارية الدولية.

 

وتأتي فيتنام في المرتبة الثانية من حيث الاحتياطيات (حوالي 19%)، تليها روسيا (13%)، ثم البرازيل (6%)، فالهند (3%). ومع ذلك، تبقى قدرات هذه الدول على الاستخراج والتكرير محدودة مقارنة بالعملاق الصيني، مما يحد من تأثيرها في السوق حاليًا.

 

*مستقبل السباق: البحث عن بدائل وتقليل الاعتماد

 

دفعت المخاوف من التركيز الشديد في سلسلة التوريد الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان إلى التحرك لكسْر هذه الهيمن، وتستثمر هذه الدول بشكل عاجل في إعادة فتح مناجمها، كما في منجم “ماونتن باس” الأمريكي، وتطوير مشاريع جديدة في دول صديقة مثل أستراليا، إلى جانب ضخ استثمارات ضخمة في تطوير تقنيات إعادة التدوير لاستخراج هذه المعادن الثمينة من الجبال الإلكترونية المهدرة.

 

*الخلاصة:

 

المعادن النادرة هي شريان التكنولوجيا والطاقة النظيفة والأمن القومي، ورغم أن الصين هي اللاعب المهيمن حاليًا بفضل سيطرتها على سلسلة الإمداد من المنجم إلى المصنع، إلا أن السباق المحتدم على تأمين مصادر بديلة وتطوير تقنيات جديدة يشير إلى أن خريطة القوى في سوق هذه المعادن الاستراتيجية في طور التحول.

قد يعجبك ايضا