قمة شرم الشيخ للسلام بين الآمال المعلنة والشكوك العميقة

متابعات خاصة – المساء برس..هاشم الدرة|

أعلنت الرئاسة المصرية عن عقد قمة دولية تحت عنوان قمة شرم الشيخ للسلام، بعد ظهر يوم الإثنين المقبل، بمدينة شرم الشيخ، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، و بمشاركة أكثر من عشرين دولة.

ووفقا للبيان الرسمي، ستتناول القمة ملفات رئيسية تشمل وقف إطلاق النار في غزة، واستئناف مفاوضات السلام، وتعزيز الجهود الإنسانية، وإعادة إعمار القطاع، حيث وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو القمة بأنها حدث تاريخي يعزز جهود السلام الإقليمي.

دعوة إيران وغياب الكيان الصهيوني

وأعلنت الخارجية الأمريكية توجيه دعوة رسمية لإيران للمشاركة في القمة، ما يعكس تحولا في التعامل الدولي مع القوى الفاعلة في المنطقة، فيما أعلن الكيان الصهيوني رفضه المشاركة، ما اعتبره مراقبون مؤشرا على عزلة سياسية متزايدة أو رفضا لمعادلات جديدة قد تطرح على طاولة القمة.

الرؤية الرسمية: فرصة تاريخية لإعادة التوازن

الرؤية الرسمية للقمة تصفها بأنها لحظة فارقة في مسار الصراع، تجمع أطرافا متباينة في محاولة لصياغة رؤية مشتركة للسلام، فمشاركة ترامب تعيد واشنطن إلى واجهة الوساطة، ودعوة إيران تفتح الباب أمام حوار إقليمي أوسع، كما أن مصر، من خلال استضافة القمة، تسعى إلى استعادة دورها كوسيط محوري في ملفات المنطقة.

قراءة واقعية: قمة التسويات الباردة والشرعنة السياسية

في المقابل، يرى مراقبون أن القمة قد لا تكون سوى محاولة لتجميل وجه العدوان تحت غطاء دبلوماسي، وإعادة تدوير مشاريع التسوية الفاشلة، كصفقة القرن، فمشاركة ترامب، المعروف بانحيازه المطلق للكيان الصهيوني، تضع حيادية القمة موضع شك، خاصة في ظل غياب الكيان نفسه.

كما أن دعوة إيران تستخدم كورقة ضغط في ملفات أخرى خاصة بالملف النووي الإيراني، ما يفرغ القمة من مضمونها الحقيقي. 

ويرى مراقبون أن غياب ممثلين حقيقيين عن المقاومة الفلسطينية أو عن الضحايا يجعل القمة ناقصة التمثيل، ويحولها إلى مهرجان سياسي لا يعكس صوت الأرض، بل يكرس منطق التسويات الباردة التي تفتقر إلى العدالة.

من هنا تقف قمة شرم الشيخ على مفترق طرق حاسم، إما أن تكون بداية حقيقية لمسار سلام عادل وشامل يعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية، وهذا أمر مستبعد، أو تتحول إلى محطة جديدة في مسلسل الشرعنة السياسية للعدوان، حيث تناقش التسويات بينما تستمر المعاناة على الأرض، وبين الشعارات البراقة والواقع الدموي، تبقى القمة اختبارا حقيقيا لضمير العالم وقدرته على تجاوز المصالح الضيقة نحو عدالة حقيقية.

قد يعجبك ايضا