فصائل التحالف تدنّس بيوت الله في شبوة: انتهاك جديد يكشف طبيعة الاحتلال وأدواته
شبوة – المساء برس|
في مشهدٍ جديد يعبّر عن حالة الفوضى والانفلات التي تعيشها المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي، اقتحمت عناصر تابعة لما يسمى بـ«اللواء الرابع دفاع شبوة»، مسجد حي السلام في ريدان بمديرية بيحان، أثناء أداء صلاة الجمعة، وأغلقت أبوابه على المصلين، في خطوة أثارت استنكاراً واسعاً في الأوساط الشعبية والقبلية.
ووفقاً لما نقلته مصادر محلية، فإنّ العناصر المقتحمة، المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، قامت بتفتيش المصلين بطريقة مهينة، دون أي مبرر قانوني أو أمني، ما أدى إلى حالة من الذعر بين المصلين.
وأشار الأهالي إلى أنّ الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق أن ارتكبت الفصائل ذاتها، جريمة قتلٍ مروّعة بحقّ الشيخ ناصر الباني داخل أحد المصليات في بيحان أثناء صلاة العيد عام 2023، وهي الحادثة التي وثّقتها حينها منظمات حقوقية يمنية ودولية، بوصفها انتهاكاً صارخاً لحرمة أماكن العبادة.
هذه الممارسات، بحسب تقرير نشره موقع “العربي الجديد” في 20 سبتمبر الماضي، تعكس حالة الانقسام والتناحر بين الفصائل الموالية للتحالف، والتي تحوّلت من أدوات أمنية إلى جماعات مسلّحة منفلتة تفرض سلطتها بالقوة، وتستخدم الدين والمقدسات ذريعةً لتصفية خصومها داخل المجتمع.
ويرى مراقبون يمنيون أن اقتحام المسجد ليس حادثاً عرضياً، بل حلقة في سلسلة من التجاوزات المنظمة التي تستهدف تفريغ المحافظات الجنوبية من روحها الدينية والوطنية، وإحلال سلطة الأمر الواقع المدعومة إماراتياً، في مسعى واضح لترسيخ النفوذ الخارجي وإضعاف النسيج الاجتماعي.
ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش” في مارس 2025، فإنّ الفصائل المدعومة إماراتياً ارتكبت “سلسلة انتهاكات ضد المدنيين في محافظات الجنوب، شملت اعتقالات تعسفية، وتعذيباً، وتدنيساً لدور العبادة، وإعدامات خارج القانون”.
ويرى مراقبون أن هذه الانتهاكات تعبّر عن فشل التحالف في إدارة المناطق التي يسيطر عليها، وتحوله إلى عامل تهديد داخلي للمجتمع اليمني. فالتحالف، بحسب المراقبين، “فقد مبرر وجوده المعلن”، وتحول إلى قوة احتلال تمارس القمع والتجويع وتقسيم الجغرافيا اليمنية بما يخدم مصالحه الاقتصادية والعسكرية.
ويؤكد ناشطون من أبناء شبوة أن “حادثة اقتحام مسجد حي السلام في بيحان تمثل صفعة جديدة لكل دعاوى التحالف حول إعادة الأمن والاستقرار”، داعين القبائل والعلماء والمنظمات الحقوقية إلى “التحرك الجاد لوقف هذه الجرائم وحماية بيوت الله من التدنيس”.