اتفاق غزة يفتح ممرات الإغاثة: “الأونروا” تستعد لمرحلة إنسانية فارقة بعد عامين من الكارثة
غزة – المساء برس|
رحّبت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” باتفاق وقف إطلاق النار المرتقب في غزة، معتبرةً إيّاه فرصة إنسانية نادرة لالتقاط الأنفاس بعد عامين من القصف والتدمير والنزوح الذي خلّف مأساة غير مسبوقة في القطاع.
وقال المفوّض العامّ للوكالة، فيليب لازاريني، في بيان الخميس، إن الاتفاق “يمنح فترة راحة للذين نجوا من أعنف قصف ونزوح وخسائر وأحزان”، مؤكداً أن لدى “الأونروا” مخزوناً كافياً من الغذاء والدواء والإمدادات الإنسانية لتغطية احتياجات الأشهر الثلاثة المقبلة، وأنّ فرقها ستكون في خطّ المواجهة الإنسانية الأولى داخل غزة فور سريان الهدنة.
وشدّد لازاريني على أنّ طواقم “الأونروا” في غزة تلعب دوراً محورياً في تنفيذ بنود الاتفاق، من خلال إعادة تفعيل خدمات التعليم والرعاية الصحية والإيواء، داعياً الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم المالي والسياسي اللازم لمواصلة عمل الوكالة في هذه المرحلة “الحرجة”، كما وصفها.
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر ميدانية عن تحرّكات عملية لتأهيل معبر رفح الحدودي بعد توقيع الاتفاق في مدينة شرم الشيخ، تمهيداً لدخول مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع، وسط إشراف مصري مباشر وضمانات دولية.
ووفقاً لمصدر فلسطيني مطّلع على المفاوضات، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمّن إدخال ما لا يقل عن 400 شاحنة مساعدات يومياً خلال الأيام الخمسة الأولى بعد وقف إطلاق النار، على أن يجري رفع هذا العدد تدريجياً في الأسابيع التالية لتلبية احتياجات السكان الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية وصفتها الأمم المتحدة سابقاً بأنها “كارثية وغير قابلة للاستمرار”.
ويرى مراقبون أن هذا المسار الإغاثي، رغم طابعه الإنساني، يُعدّ انعكاساً مباشراً لصمود المقاومة الفلسطينية التي فرضت على الاحتلال القبول باتفاق شامل يضم أبعاداً إنسانية وسياسية في آنٍ واحد، بعدما فشل في إخضاع غزة بالقوة العسكرية.
وبينما تعيد الوكالة الأممية ترتيب صفوفها في القطاع، يترقب الفلسطينيون في غزة عودة الحياة تدريجياً إلى المخيمات والمستشفيات والمدارس، على أمل أن يكون هذا الاتفاق بداية لمرحلة جديدة من الصمود والإعمار.