الحوثي: طوفان الأقصى فضح التحالف المعادي.. واليمن والجبهات أثبتت جدية الإسناد ومواصلة المواجهة
صنعاء – المساء برس|
قال قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، في كلمة اليوم الخميس، إن عملية طوفان الأقصى مثلت نقطة فاصلةٍ أعادت بوصلة الأمة نحو فلسطين وكشفت عن حجم الخذلان الرسمي الدولي للحق الفلسطيني، مؤكداً أن التصاعد في الدعم السياسي والعسكري لـ”إسرائيل” من قبل الولايات المتحدة وأوروبا لم يخفّف من حقيقة الهزيمة المعنوية والميدانية التي أصابتها العملية.
وأضاف الحوثي أن ما جرى بعد طوفان الأقصى أظهر بجلاء أن المواقف الرسمية لعدد كبير من الأنظمة العربية قُيدت بسقف أمريكي مدوّن، فتحوّل كثير منها إلى بيانات وتصريحات لا ترتقي إلى مستوى الفعل المطلوب، بينما توسع تدفق السفن والتجهيزات العسكرية إلى “إسرائيل” من موانئ عدة في المنطقة، ما يبرهن — بحسبه — على شراكة غربية وعربية في محاولة إنقاذ العدو من مأزقه.
واعتبر الحوثي أن الأمة بيّنت بوجهين؛ الأول هو خذلان سياسي من بعض الأنظمة والالتزام بالسقف الأمريكي، والثاني هو موقف شعبي حقيقي تجلّى في مظاهراتٍ شعبية هائلة في اليمن وغيرها، وفي تضحيات جبهات الإسناد، وعلى رأسها الجبهة اللبنانية التي قدّمت أقصى درجات العطاء والتضحية، إضافةً إلى إسهامات العراق وإيران في دعم الموقف المقاوم.
ونوّه إلى أن المقاومة الفلسطينية في غزة شكّلت صدمة كبرى للعدو، وأن أداءها العسكري أثبت قدرة عالية على مجابهة العدوان رغم كل الإمكانات الشاسعة التي وفّرتها واشنطن وحلفاؤها.
وأكد أن “المجاهدين في غزة صمدوا وبصمودهم أعادوا للمنطقة توازن الردع”، وأن عجز العدو عن تحقيق أهدافه كان واضحاً في الفشل عن إنهاء المقاومة أو فرض تهجير قسري شامل أو استعادة الأسرى دون صفقة تبادل.
بخصوص الدور اليمني؛ أشار الحوثي إلى موقف اليمن كان استثنائياً شعبياً ورسميًا، معتبراً أن قرار حظر الملاحة على “إسرائيل” عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن كان قراراً تاريخياً حقق نجاحاً كاملاً، وأن استهداف السفن المخالفة وعمليات الإسناد الصاروخي والمسير استمرّ بفعالية رغم محاولات العدو خلق أحزمة دفاعية معقدة. وأشار إلى أن تعطيل ميناء أم الرشراش والضغط الاقتصادي المتزايد على “إسرائيل” نتيجة هذه العمليات أظهر جدية الموقف اليمني واستراتيجيته المؤثرة.
كما نبه إلى أن الدعم الغربي ــ الأميركي لم يقتصر على السلاح فحسب، بل شمل جهوداً سياسية وإعلامية لاحتواء الموقف، مبيناً أن واشنطن وبريطانيا سارعتا لاحتواء الأزمة عبر جسر جوي وإجراءات ميدانية لحماية “إسرائيل”، إلا أن كل ذلك لم ينهِ حالة الانكشاف والفضيحة التي أصبح فيها العدو أمام محكمة الرأي العام العالمي، بعد مشاهد التجويع والقتل والإبادة التي أثارت استنكاراً واسعاً في مختلف دول العالم.
وفي شطر آخر من كلمته، دان الحوثي محاولات بعض الأنظمة لتمرير سياسات التطبيع والتغلغل الاقتصادي والثقافي الصهيوني، محذراً من مخاطر تجنيس آلاف من اليهود الصهاينة وفتح الأبواب لشرائح عميقة من النفوذ الصهيوني في دول عربية، واصفاً هذه السياسات بأنها تهدف إلى احتلال العقول والقلوب وإضعاف ملامح الهوية القومية والدينية. ودعا إلى يقظة مجتمعية لمواجهة محاولات تغيير المناهج واستهداف الشباب وطمس الذاكرة الوطنية.
ودعا شعوب الأمة وقياداتها إلى التمسك بالثوابت، ونصرة الشعب الفلسطيني، ومساندة المقاومة بكل الوسائل الممكنة، معتبراً أن الانتصارات الميدانية والسياسية التي حققتها المقاومة وفصائل الإسناد تبيّن أن خيار المقاومة هو الضامن لاستعادة الحقوق، بينما خيار التخاذل والاحتكام للسقف الأمريكي ــ وفق قوله ــ يقود الأمة إلى خسائر تاريخية لا تُعوّض.