الحوثي: تجنيس اليهود الصهاينة وتفكيك المنطقة أخطر مسارات التطبيع
صنعاء – المساء برس|
أكد قائد حركة “أنصار الله”، عبدالملك الحوثي، أن مشروع التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي لم يتوقف عند حدود العلاقات السياسية والإعلامية، بل تجاوزها إلى خطوات أكثر خطورة تمثلت في تجنيس آلاف اليهود الصهاينة في بعض الدول الخليجية، ومنحهم كامل الحقوق، بل “وفوق حقوق المواطنة”، بما يمكّنهم من التغلغل في مؤسسات تلك الدول تحت غطاء قانوني.
وأوضح الحوثي، في كلمته اليوم الخميس بمناسبة الذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”، أن هذه الخطوة ليست عابرة، بل جزء من مخطط صهيوني مدروس يهدف إلى تمكين اليهود من التحرك بحرية في البلدان العربية، وشراء الأراضي والعقارات على غرار ما فعلوه في بدايات احتلال فلسطين، مشيرًا إلى أن بعض الشركات الصهيونية اشترت بالفعل أراضي في المدينة المنورة وعقارات في مكة المكرمة، في مؤشر بالغ الخطورة على حجم الاختراق والتغلغل في عمق المنطقة.
وأضاف أن شراء الأراضي العربية من قبل اليهود هو “أخطر المسارات التي فُتحت لهم”، إذ تم إزالة العوائق وتقديم التسهيلات الواسعة لهم، محذرًا من أن هذه السياسة تمهد لمرحلة جديدة من السيطرة الاقتصادية والسياسية والأمنية ضمن المشروع الصهيوني الشامل.
وتابع الحوثي قائلاً إن العدو الإسرائيلي يعمل، بالتوازي مع هذا المسار، على تفكيك دول المنطقة إلى كيانات صغيرة متناحرة عبر تغذية الانقسامات الطائفية والسياسية والمناطقية، لتتحول الشعوب إلى أدوات صراع داخلي، منشغلة بخلافاتها، بعيدة عن مواجهة العدو الحقيقي.
ولفت إلى أن العدو يحرص على تحويل “القضايا الصغيرة إلى أزمات كبرى”، مستغلًا مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة الفتن وصناعة واقع مأزوم، مشيرًا إلى أن بعض الشعوب تمتلئ اليوم بالغضب والسخط تجاه بعضها البعض، بينما تغفل عن الخطر الأكبر المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي والأجندة الأمريكية التي تقف خلفه.
وأكد أن إثارة النزاعات القبلية وسفك الدماء في بعض البلدان العربية تأتي ضمن مخطط لإضعاف الأمة من الداخل، حتى يسهل على العدو تنفيذ مشروعه الرامي إلى “تصفية القضية الفلسطينية وتغيير خريطة الشرق الأوسط”.
وفي سياق حديثه عن غزة، أوضح الحوثي أن الاحتلال الإسرائيلي فرّ من القطاع عام 2005 “هروبًا من نصر إلهي حققه المجاهدون”، وليس كما ادعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه انسحاب طوعي، مؤكدًا أن الاحتلال لم يتقبل خسارته وظل منذ ذلك الحين يفرض حصارًا خانقًا على غزة طيلة 18 عامًا، تخللتها جولات عدوان متكررة، وتصعيد متواصل ضد الأسرى والمسجد الأقصى.
وأشار إلى أن ما قبل عملية “طوفان الأقصى” كانت هناك تحضيرات واسعة للعدو لشن عدوان شامل على غزة، شمل مناورات عسكرية وتصريحات واضحة عن نية الاحتلال تنفيذ عملية تدميرية واسعة، إلى جانب استمرار الانتهاكات في المسجد الأقصى والضفة الغربية، وتعذيب الأسرى الفلسطينيين في السجون دون أفق للحل.
وأوضح أن عملية “طوفان الأقصى” كانت الرد الطبيعي على كل هذه الجرائم، ومثّلت تحوّلًا استراتيجيًا في مسار الصراع مع الكيان الإسرائيلي، إذ أفشلت أهم مشاريع التطبيع والاختراق الصهيوني للمنطقة، وأعادت توجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي للأمة.