الحوثي: الصهيونية مشروع استعباد شامل للمنطقة.. و”طوفان الأقصى” أخّر مخطط التطبيع والهيمنة
صنعاء – المساء برس|
جدّد قائد حركة “أنصار الله”، عبدالملك الحوثي، تأكيده أن عملية “طوفان الأقصى” جاءت في سياق مواجهة سبعة عقود ونصف من الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الوجود الإسرائيلي برمّته في فلسطين يمثل احتلالًا واغتصابًا للحقوق، وعدوانًا متواصلاً على الإنسان والأرض والمقدسات.
وفي كلمته اليوم الخميس بمناسبة الذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”، أوضح الحوثي أن ما قبل العملية شهد تصاعدًا واسعًا في مساعي الأعداء لتصفية القضية الفلسطينية، عبر مشاريع سياسية واقتصادية وثقافية تهدف إلى تمكين العدو من السيطرة الشاملة على المنطقة، وفي مقدمتها ما سُمّي بـ”صفقة القرن” وموجة التطبيع التي قادتها أنظمة عربية تحت عناوين زائفة كـ”السلام” و”الاستقرار”.
وأشار إلى أن تلك الاتفاقيات لم تكن سوى غطاء للاستسلام الكامل أمام الكيان الإسرائيلي، إذ التزمت الأنظمة العربية بتعهدات تخدم مصالح الاحتلال دون أي التزام مقابل، مؤكدًا أن أخطر ما في هذه المسارات هو تهيئة الشعوب نفسيًا وذهنيًا للقبول بالعدو الإسرائيلي، وتربية الأجيال الجديدة على الولاء له والانبهار بمشروعه.
وانتقد الحوثي بشدة توجه بعض الدول العربية لتغيير المناهج التعليمية والدينية بما يخدم المشروع الصهيوني، قائلاً إن الأمريكيين والإسرائيليين يعملون على “احتلال العقول والقلوب” عبر طمس الهوية الدينية والقومية، وإزاحة آيات قرآنية من الكتب المدرسية، وتحريف المفاهيم الإيمانية التي كانت تشكّل وعي الأمة وعداءها الطبيعي مع المحتل.
ولفت إلى أن أخطر ما يجري في المنطقة اليوم هو سعي واشنطن وتل أبيب، بدعم غربي واسع، إلى ربط اقتصاد الدول العربية بالاقتصاد الإسرائيلي، بما يجعلها تابعة وتحت السيطرة، مشيرًا إلى أن عملية “طوفان الأقصى” أسهمت في تعطيل مشاريع اقتصادية استراتيجية كان الاحتلال يخطط لتنفيذها، من بينها تحويل ميناء حيفا إلى مركز إقليمي للتجارة وشقّ قناة بديلة عن قناة السويس تُسمى “قناة بن غوريون”.
كما كشف أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى التحكم بشبكات الاتصالات والإنترنت في المنطقة، والتغلغل داخل المؤسسات الاقتصادية لدول الخليج، بل والتجسس عليها من داخل أراضيها، معتبرًا أن السماح له بذلك يعد خيانة للأمة وتهديدًا مباشرًا لسيادتها وأمنها القومي.
وفي الشق الاجتماعي والثقافي، حذّر الحوثي من محاولات متعمدة لإفساد شباب وشابات الأمة عبر نشر مظاهر الانحلال والميوعة، وطمس الهوية الدينية والأخلاقية، مبينًا أن ما يجري في بلاد الحرمين الشريفين من حفلات راقصة وانحلال أخلاقي في ذروة العدوان على غزة يمثل مشهدًا مخزيًا يراد له أن يعمّ في سائر بلدان الأمة الإسلامية.
وقال: “يريدون من شباب الأمة أن يرقصوا على جراحها، وأن ينشغلوا بالترف واللهو عن مواجهة التحديات التي تهدد وجودهم ومستقبلهم”، مضيفًا أن مشروع الصهيونية لا يستهدف فقط فلسطين، بل الأمة بأكملها، ساعيًا إلى تحويلها إلى مجرد خدم لمصالح أمريكا و”إسرائيل”، بلا كرامة ولا هوية ولا استقلال.
وجدد التأكيد على أن المقاومة بمختلف ساحاتها تمثّل السد المنيع أمام هذا المشروع الإجرامي، مشددًا على أن عملية “طوفان الأقصى” كانت وما زالت نقطة تحول تاريخية في إفشال مخططات الهيمنة الصهيونية والأمريكية على المنطقة.