إيطاليا تتراجع عن حماية أسطول الصمود مع اقترابه من المياه الفلسطينية وإسبانيا تواصل
متابعات خاصة – المساء برس|
وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، وتهديدات الاحتلال الإسرائيلي المتزايدة، يواصل أسطول الصمود العالمي إبحاره نحو قطاع غزة المحاصر، في خطوة وصفتها اللجنة الدولية لكسر الحصار بأنها “تاريخية”، رغم التحذيرات الإيطالية ومحاولات الضغط لوقف الرحلة.
وأكدت اللجنة الدولية، في بيان عاجل اليوم الثلاثاء، أن هناك مخاوف حقيقية من ارتكاب جريمة حرب إسرائيلية ضد الأسطول خلال الساعات القادمة، مشيرة إلى أن المشاركين على متن السفن على “علمٍ كامل بالمخاطر ولن يتراجعوا عن كسر الحصار”، واصفة الحصار الإسرائيلي بأنه “جريمة غير قانونية وصمت العالم بشأنه لم يعد يُحتمل”.
مواقف متباينة بين إيطاليا وإسبانيا
يرافق الأسطول حالياً ثلاث سفن حربية أوروبية: سفينتان من البحرية الإيطالية، وفرقاطة حربية إسبانية.
وبينما أعلنت الحكومة الإسبانية عزمها مرافقة الأسطول حتى وصوله إلى غزة، وعدم التراجع عن موقفها، أبلغت الخارجية الإيطالية منظمي الأسطول بأن سفنها الحربية ستتوقف عن المرافقة على بعد 250 كيلومتراً من غزة، مبررة القرار بالرغبة في “تجنب أزمة دبلوماسية مع إسرائيل”.
هذا الموقف الإسباني يُعد أكثر جرأة مقارنة بالموقف الرسمي الإيطالي، خاصة وأن الشعب الإيطالي وعمال الموانئ الإيطالية أعلنوا في وقت سابق أنهم سيغلقون جميع الموانئ الإيطالية في حال تعرض الأسطول لأي تهديد، مؤكدين أن أي هجوم إسرائيلي سيقود إلى شلل كامل في حركة التجارة الأوروبية.
السفينة “الضمير” في الطريق
وفي تطور ميداني لافت، أعلنت اللجنة الدولية انطلاق سفينة “الضمير”، المخصصة لنقل الأطباء والصحفيين الدوليين، من ميناء أوترانتو الإيطالي باتجاه غزة، للالتحاق بأسطول الصمود، في رسالة رمزية تؤكد الطابع الإنساني والإعلامي للمهمة.
إيطاليا تحت ضغط إسرائيلي
رئيسة الوزراء الإيطالية وجهت نداء علنياً للأسطول تطالبه بالتوقف، قائلة: “أحث أسطول المساعدات لغزة على التوقف الآن، وأي خيار آخر قد يشكل عقبة أمام السلام”. واعتبرت أن على السفن قبول “أحد المقترحات المطروحة لإيصال المساعدات بأمان”، في تماهٍ واضح مع الموقف الإسرائيلي.
وأكد منظمو الأسطول أن الفرقاطات الإيطالية “ستعرض علينا العودة للشاطئ”، معتبرين أن هذا التصرف “تخريب وليس حماية”، متهمين روما بالتصرف “كأداة بيد إسرائيل بدلاً من حماية المتطوعين الدوليين”.
الاحتلال في حالة تأهب
في المقابل، نقل موقع «واللا» العبري عن مسؤول أمني إسرائيلي أن سلاح البحرية وجهات أمنية أخرى في حالة “استعداد لأي تطور”، متوقعاً وصول الأسطول إلى مشارف غزة يوم الخميس، الذي يصادف يوم الغفران لدى اليهود، ما يزيد من حساسية الموقف العسكري والسياسي لدى الاحتلال.
تطورات المشهد تشير إلى اقتراب لحظة حاسمة قد تعيد إلى الأذهان مشاهد أسطول الحرية عام 2010، في وقت تبدو فيه إسبانيا والشعوب الأوروبية أكثر انسجاماً مع نبض الشارع الرافض للإبادة في غزة، مقابل مواقف حكومية رسمية تحاول الموازنة بين ضغوط إسرائيل وحسابات الرأي العام.