نتنياهو يعلن توسيع السيطرة على التواصل الاجتماعي باعتباره “السلاح الأهم”

رصد خاص – المساء برس|

في اعتراف يكشف طبيعة الحرب الدعائية الموازية التي تخوضها تل أبيب إلى جانب عدوانها العسكري على الفلسطينيين، أقرّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حكومته تنظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي كسلاح استراتيجي لضمان النفوذ الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة، في ظل تصاعد الإدانات الدولية للإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلال اجتماع مغلق مع عدد من المؤثرين الأميركيين في القنصلية العامة لإسرائيل بمدينة نيويورك، يوم الجمعة، قال نتنياهو في مقطع فيديو نشرته المؤثرة ديبرا ليا على منصة «إكس» إن «وسائل التواصل الاجتماعي هي السلاح الأهم… لضمان قاعدتنا في الولايات المتحدة».
وأضاف: «صفقة تيك توك هي أهم عملية شراء جارية الآن… السيطرة عليها قد تكون حاسمة»، مشيراً إلى ضرورة «التحدث مع إيلون (ماسك)… إنه ليس عدواً، بل صديق».

صفقة «تيك توك» وأذرع الدعاية الإسرائيلية

تصريحات نتنياهو تزامنت مع توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، أمراً تنفيذياً لنقل عمليات «تيك توك» في الولايات المتحدة إلى اتحاد شركات أميركية، يضم «أوراكل» ومايكل ديل وروبرت مردوخ.
العائلات والشركات المذكورة معروفة بولائها السياسي والإعلامي القوي لإسرائيل. فشبكة «فوكس نيوز» التي يملكها مردوخ، وصحيفة «نيويورك بوست»، لعبتا دوراً رئيسياً في مهاجمة الأصوات المؤيدة لفلسطين وتلميع صورة جيش الاحتلال، بينما ارتبط اسم مايكل ديل بتقديم دعم تقني مباشر للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية. أما «أوراكل»، فهي شريك تقني للحكومة الإسرائيلية في مجالات تكنولوجية وأمنية، وقد عُرف مديرها التنفيذي لاري إليسون بقربه الشخصي من نتنياهو.

دعاية موازية للآلة العسكرية

من خلال هذه التصريحات، يبدو أن تل أبيب تعتبر السيطرة على المنصات الرقمية الأميركية جزءاً من معركتها الشاملة ضد الرواية الفلسطينية، في وقت تواجه فيه عجزاً عسكرياً متواصلاً في إيقاف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، وعزلة سياسية غير مسبوقة على الساحة الدولية.
ويرى مراقبون أن هذه الاستراتيجية تمثل محاولة لإعادة صياغة الرأي العام الأميركي لصالح الاحتلال، بعد أن أظهرت استطلاعات متعددة تراجع التأييد الشعبي لإسرائيل في الولايات المتحدة، خاصة بين فئة الشباب.

عزلة غير مسبوقة على الساحة الدولية

تأتي هذه التحركات الإعلامية في وقتٍ تواجه فيه حكومة نتنياهو عزلة متزايدة على خلفية حرب الإبادة التي تشنها على غزة منذ نحو عامين، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 65 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقاً لآخر الإحصاءات.
وأمام قاعة شبه فارغة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجد نتنياهو نفسه يلقي خطابه أمام وفود محدودة، بعد انسحاب وفود دولية احتجاجاً على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها قواته في القطاع.

بهذا الاعتراف العلني، تؤكد تل أبيب أن المعركة لم تعد مقتصرة على ميادين القتال، بل تمتد إلى ساحات الإعلام والرأي العام العالمي، حيث تسعى بكل ثقلها إلى توظيف النفوذ المالي والإعلامي الأميركي لتعويض خسائرها السياسية والأخلاقية المتصاعدة.

قد يعجبك ايضا