الحوثي: تصريحات المبعوث الأميركي للبنان وسوريا كشفت الوجه الحقيقي لواشنطن
صنعاء – المساء برس|
أكّد قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، في كلمته اليوم الخميس حول آخر المستجدات في المنطقة، أن تصريحات المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان توم براك كشفت بوضوح السياسة الرسمية لواشنطن تجاه القضية الفلسطينية والسوريا ولبنان والمنطقة بأسرها، معتبراً أن ما صدر من هذا المسؤول يظهر أن «إسرائيل» تعامل كحليف استراتيجي متميّز في القلب الأميركي، بينما تُعامَل الدول العربية كـ«بقر حلوب» تُستغل مصالحها ولا تُعدّ في منزلة الحليف.
وذكر الحوثي أن المبعوث الأميركي صرّح بأن “السلام مع إسرائيل” ما هو إلا «سلام موهوم»، وأن لا سلام حقيقياً كان موجوداً في الماضي ولن يكون في المستقبل ما لم تعترف الأنظمة بعوامات الهيمنة التي تسعى واشنطن و”إسرائيل” لفرضها، مؤكّداً أن الصراع الحقيقي يدور حول الهيمنة، وأن الطرف الذي يريد الهيمنة لا يقبل إلا بإخضاع الطرف الآخر.
واعتبر الحوثي أن هذه التصريحات لم تكن لتصدم لولا ذلّ المواقف الرسمية لبعض الحكومات العربية، معبّراً عن استغرابه من ردة فعل الحكومة اللبنانية التي وصفها بأنها «رد عجيب يؤكد معادلة الخضوع»، ومشيراً إلى أن حالة البرودة والخنوع الرسمية العربية تُقابل بها أكبر الاستفزازات الإسرائيلية والأميركية.
وأشارالحوثي أن المبعوث الأميركي لم يخفِ مرجعيته الاستراتيجية، فبرّر أعمالًا وإجراءات عدوانية واعتبرها جزءًا من استراتيجية أوسع، بل وصل به الأمر إلى التقليل من قيمة ما تقدمه الأنظمة العربية مهما بلغت من خدمات، فيما يحتفظ لـ”إسرائيل” بمكانة خاصة لا تُمنح لأي طرف عربي.
وفي معرض الحديث عن المواقف الشعبية، ثمن الحوثي المظاهرات التي خرجت في عدد من الدول العربية والإسلامية (ذكر البحرين ولبنان وتونس والمغرب واليمن)، وكذلك الوقفات والدعوات في أوروبا وأمريكا وفي 19 دولة أخرى، واعتبر أن هذه الحراكات الشعبية تعكس ضمير الأمة وتدعم صمود الفلسطينيين. كما نوّه إلى انطلاق أسطول الصمود من موانئ إسبانيا وإيطاليا وتونس، وبتنظيم من ناشطين يسعون لكسر الحصار عن غزة، مع انتظار انضمام سفن إضافية من اليونان وانتظار تصريح من مصر لسفينة أخرى.
ونبّه الحوثي إلى أن ما يقدم على طاولة “حلول” مثل حلّ الدولتين في ممارسات بعض الدول والمراقبات الغربية لا يوقف العدوان، بل يكرّس دولة فلسطينية شكلية منزوعة السلاح، مرهونة بالمصلحة الإسرائيلية، لا تلبي طموح الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال. وقال إن الاعترافات الشكلية لا تمثّل حماية أو حلاً حقيقيًا ما دام الاحتلال يصرّ على مصادرة الأرض وتهجير الشعب واستهداف حياته وممتلكاته.
وتطرّق إلى أثر الصمود الفلسطيني على واقع القوة لدى العدو، مشيراً إلى أن صمود الشعب والمجاهدين أدّى إلى ما وصفه بـ”هجرة معاكسة” وازدياد رغبة بعض الجنود والضباط في التقاعد أو التهرب، وأن ذلك مؤشر يَقرأه العدو جيداً، داعيًا الأمة إلى أن تدعم هذا الصمود لأنه مصلحة للعرب والمسلمين وللبشرية جمعاء.
وأكد الحوثي على أن الخيارات الحقيقية أمام الأمة ليست في الرهان على المجتمع الدولي أو على قادة تجاوزوا مصالح شعوبهم، بل في التضامن مع الشعب الفلسطيني والدعم العملي لصموده، مع التأكيد أن المواقف الأميركية والإسرائيلية تتجه نحو فرض معادلة الاستباحة والسيطرة، وأن من يخضع لتلك المعادلة يفرط بكل شيء — إنسانيته وكرامته وهويته.
وجدد دعوته لكل القوى والأحرار والأنظمة الراغبة في موقف شريف أن تتخذ موقفاً واضحاً وعملياً يدعم المقاومة والصمود الفلسطيني، ويحفظ كرامة الأمة وسيادتها.