لجنة التحقيق الأممية: أوضاع حقوق الإنسان في سوريا مروّعة وتصاعد الهجمات ضد العلويين والدروز والبدو
دمشق – المساء برس|
قدّم رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، باولو بينيرو، اليوم الثلاثاء، إحاطة شفهية أمام مجلس حقوق الإنسان، أكد فيها أنّ وضع حقوق الإنسان في البلاد لا يزال “مروّعاً”، وأن التطورات الأخيرة فاقمت معاناة المدنيين على نطاق واسع.
وأوضح بينيرو أن القتل والاعتقالات التعسفية ومصادرة ممتلكات النازحين ما زالت مستمرة، مشيراً إلى أنّ الهجمات ضد أبناء الطائفة العلوية توسعت مؤخراً لتشمل مناطق جديدة. وأشار إلى حادثة وقعت في أغسطس بضاحية السومرية في دمشق، حيث قامت جماعة مسلحة بطرد سكان علويين بزعم تنفيذ “أوامر إخلاء”، وسط تقارير عن عمليات خطف وضرب وإهانات طائفية.
كما تحدّث عن اختطاف نساء علويات في وضح النهار من قبل جهات مسلحة مجهولة، مع ورود تقارير عن تعرض بعضهن لاعتداءات جنسية وزواج قسري، فيما امتنعت الشرطة المحلية عن التحقيق في عدد من هذه الحالات، بحسب أسر الضحايا.
وأشار بينيرو إلى أنّ الهجمات التي استهدفت العلويين منذ يناير/كانون الثاني 2025، وبلغت ذروتها في مارس/آذار الماضي، أدت إلى مقتل أكثر من 1400 مدني بينهم نساء وأطفال في محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة، بعضها على يد عناصر من قوات الأمن التابعة لـ”الحكومة المؤقتة”، واصفاً ما جرى بأنه يرقى إلى جرائم حرب.
أما في السويداء، فكشف أن أعمال العنف التي تورط فيها أفراد من المجتمعين الدرزي والبدوي وجهات أخرى، تسببت في تشريد نحو 200 ألف مدني ومقتل وإصابة المئات، معظمهم من الدروز. ووثّقت اللجنة عبر مقاطع فيديو عمليات إعدام ميدانية بحق رجال دروز على أيدي قوات الأمن التابعة للحكومة المؤقتة، إلى جانب عمليات نهب وتدمير ممتلكات. كما أبلغت المجتمعات البدوية عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها جماعات مسلحة.
وفيما يتعلق بالاعتداءات الخارجية، أكد بينيرو أن “إسرائيل” كثّفت تدخلها العسكري في سوريا عبر غارات جوية متكررة على دمشق ومحيط حمص واللاذقية وتدمر، ما تسبب بدمار واسع وسقوط ضحايا مدنيين. وأضاف أن قوات الاحتلال تواصل انتهاك السيادة السورية واحتلال أراضٍ جديدة خارج خط فصل 1974، وتهجير سكانها قسراً واعتقال مدنيين، وهو ما اعتبره سبباً إضافياً لزعزعة الاستقرار في المناطق الهشة أمنياً.
وشدد رئيس لجنة التحقيق على ضرورة وضع حد لهذه الانتهاكات ووقف الاستهداف الممنهج للمدنيين بمختلف انتماءاتهم.