أزمة عميقة في كيان الاحتلال: انقسام سياسي وشعبي حول حرب غزة وملف الأسرى
تقرير – المساء برس|
تعيش الساحة السياسية والإعلامية في كيان الاحتلال الإسرائيلي حالة غير مسبوقة من الارتباك والانقسام، مع تزايد الانتقادات الموجهة إلى الحكومة وقيادة جيش الاحتلال بشأن إدارتهم للملف العسكري في غزة وملف الأسرى على حد سواء.
ففي تصريحات لافتة، قال أوفير أنغريست، شقيق أحد الجنود الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، اليوم السبت، إن حركة حماس أبدت استعدادها لإعادة جميع الأسرى، غير أن “إسرائيل ببساطة تخوننا”، على حد وصفه، متهماً حكومة نتنياهو بإفشال أي فرصة لاتفاق شامل. وأضاف بحسرة: “لقد وعدونا بأنه بمجرد أن تكون هناك فرصة لاتفاق شامل، فإنهم سيمضون فيه، لكن ما يحدث هو الخيانة بعينها”.
في السياق نفسه، صعّدت هيئة عائلات الأسرى الصهاينة من لهجتها، متهمة نتنياهو بأنه يتعمد تعطيل أي صفقة لإعادة أبنائهم من أجل البقاء في السلطة، وقالت إن حكومته “تضحي بأبنائنا لأسباب سياسية” بل وترسل الجنود “ليقتلوا إخوانهم في الأسر”، على حد تعبيرها، داعيةً إلى المشاركة في اعتصامات مركزية بالقدس وتل أبيب للضغط على الحكومة.
إلى جانب ذلك، شنّ عضو مجلس الحرب “الإسرائيلي” السابق غادي آيزنكوت هجوماً حاداً على قرار توسيع العمليات العسكرية داخل مدينة غزة، واصفاً إياه بـ”الحماقة الاستراتيجية”، مؤكداً أن دخول المدينة لن يؤدي إلى الحسم الفوري مع حماس، مضيفاً أن “الجيش اليوم تحت قيادة غير مناسبة”.
في المقابل، كشفت القناة 13 العبرية أن جيش الاحتلال يستعد لإدخال الفرقة 36 إلى ميدان المناورة في غزة خلال الأيام المقبلة، في وقت تشير التقديرات إلى وجود نحو 2500 مقاتل فلسطيني داخل المدينة.
ووفق تقارير عسكرية “إسرائيلية”، فإن حماس وضعت لنفسها هدفاً محورياً منذ بداية المواجهة يتمثل في أسر مقاتل من قوات الاحتلال المشاركة في العمليات البرية.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” من جانبها، نقلت عن المراسل العسكري يوآف زيتون تأكيده أن نتنياهو واصل إطلاق وعود واهية بالنصر على حماس، تماماً كما فعل قبل اقتحام رفح العام الماضي، غير أن الوقائع أثبتت العكس، فالحركة لم تنهزم عسكرياً ولا تنظيمياً حتى بعد مرور ما يقارب العامين على السابع من أكتوبر.
وأوضحت الصحيفة أن عملية “عربات جدعون 2” التي يخوضها الجيش حالياً لا تستهدف حماس ككل، بل تسعى فقط لهزيمة فرقة غزة.
أما على صعيد الرأي العام، فقد أظهر استطلاع أجرته قناة “آي 24” أن 40% من المستوطنين يرون أن الوضع الأمني والاستراتيجي تدهور مقارنة بما قبل رأس السنة العبرية، فيما اعتبر 52% أن استمرار المناورة في غزة ضرورة حتى “هزيمة حماس” واستعادة الأسرى، مقابل 42% يرون وجوب وقف توسيع العمليات العسكرية لإتمام اتفاق جزئي يعيد بعضهم.
هذا التباين الواضح بين المستويات السياسية والعسكرية من جهة، والشارع “الإسرائيلي” وعائلات الأسرى من جهة أخرى، يعكس عمق الأزمة التي يعيشها كيان الاحتلال، حيث تتآكل ثقة الجمهور في القيادة، بينما تستمر المقاومة الفلسطينية في فرض معادلاتها على الأرض، مانعةً الاحتلال من تحقيق أي إنجاز حاسم.