الهجوم اليمني على مطار رامون يعمّق مأزق الاحتلال الاقتصادي والأمني

صنعاء – المساء برس|

أكد موقع “يديعوت أحرونوت” العبري أنّ طائرة مسيّرة يمنية أصابت مطار رامون في مدينة إيلات عصر أمس الأحد، متسببة بدمار واسع في صالة الركاب، وحالة هلع وفوضى بين المسافرين. ورغم إعلان سلطات الاحتلال عن استئناف العمل في المطار بعد نحو ساعتين من الهجوم، إلا أنّ حجم الأضرار النفسية والاقتصادية التي لحقت بالمنشأة وبالمنطقة الجنوبية برمّتها كشف هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية أمام الضربات القادمة من اليمن.

وبحسب الموقع العبري، أصيب ثمانية أشخاص بجروح متفاوتة وحالات هلع، بينهم عاملان في المطار أحدهما أُصيب بشظايا، فيما تحدّث شهود عيان عن “كرة نارية ضخمة وانفجار هائل” حوّل المطار إلى ساحة فوضى وذعر.

وقال أحد الركاب: “سقطت الطائرة بجواري مباشرة، تحطم كل الزجاج، وركض الناس بلا اتجاه”، بينما أكدت شهادات أخرى أن الهجوم وقع “من دون أي إنذارات مسبقة، لا في رامون ولا في إيلات”، وهو ما شكّل صدمة للمؤسسة الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال.

اللافت في الروايات الإسرائيلية أنّها أظهرت بوضوح أن مطار رامون – الذي يعد أحد أهم المرافق الاستراتيجية جنوب فلسطين المحتلة – لم يكن محصناً بالقدر الكافي، وأن أنظمة الكشف والإنذار تعاني ثغرات قاتلة، حيث اعترف رئيس مجلس إيلوت الإقليمي، حنان جينات، بأنّ “الاهتمام بالحدود الشرقية تراجع بعد الحرب مع إيران، وها نحن نرى النتيجة”، محذراً من أن الحملة المقبلة قد تنطلق من تلك الجبهة المهملة.

من جهته، أقرّ رئيس بلدية إيلات، إيلي لانكري، بأنّ استهداف المطار ليس مجرد حادث عابر، بل يمثل تهديداً استراتيجياً متكرراً: “كنا نعلم أن الحوثيين لن يتخلوا عن إيلات. الميناء البحري لدينا شبه معطل، وهذا ضرر اقتصادي هائل لا يمكن لدولة أن تتحمله”، حسب قوله.

ووفق مراقبين، فإن هذه المستجدات تكشف أنّ صنعاء استطاعت أن تحوّل طائراتها المسيّرة من أداة ضغط تكتيكية إلى سلاح استراتيجي يفرض معادلات جديدة؛ فالهجوم على مطار رامون – حتى مع مسارعة الاحتلال للادعاء بأن العمليات استؤنفت بسرعة – مثّل اختراقاً أمنياً خطيراً وضربة مباشرة لهيبة المنظومة العسكرية الإسرائيلية، التي لطالما تباهت بقدرتها على حماية جبهتها الداخلية.

وأضافوا إن نجاح الطائرات اليمنية في الوصول إلى عمق “إسرائيل” من مسافة آلاف الكيلومترات، وإصابة أهداف حساسة من دون إنذار، يوجّه رسال مزدوجة: الأولى أن اليد اليمنية باتت قادرة على شلّ مطارات وموانئ الاحتلال متى شاءت، والثانية أنّ استمرار العدوان على غزة واليمن سيعني تلقّي ضربات مماثلة وأكثر إيلاماً. وهو ما يجعل من “الجبهة اليمنية” اليوم أحد أعمدة الردع الإقليمي في مواجهة حكومة الاحتلال.

قد يعجبك ايضا