احتجاجات في بريطانيا قبيل زيارة هرتسوغ.. اتهامات للحكومة بالتواطؤ مع الاحتلال
لندن – المساء برس|
تتصاعد موجة الغضب الشعبي والسياسي في بريطانيا مع اقتراب زيارة الرئيس “الإسرائيلي” إسحاق هرتسوغ إلى المملكة المتحدة، المقررة يومي الأربعاء والخميس المقبلين، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
نواب بريطانيون وجّهوا انتقادات حادة للحكومة، مطالبين بعدم استقباله. وقالت النائبة عن حزب العمال، ورئيسة لجنة التنمية الدولية، سارة شامبيون، إن استقبال هرتسوغ “سيقوّض مصداقية لندن في إدانة جرائم الاحتلال”، مضيفة: “لقد اعترفت المملكة المتحدة بوجود خطر حقيقي للإبادة الجماعية، فما الرسالة التي نرسلها إن سمحنا بهذه الزيارة؟”
من جهته، اعتبر وزير المالية السابق في حكومة الظل العمالية جون ماكدونيل أن الزيارة “ستجلب العار لبريطانيا”. أما النائبة زارا سلطانة، التي انشقت عن حزب العمال وانضمت لحزب يقوده جيريمي كوربين، فقد وصفت الزيارة بأنها “استفزاز فجّ”، داعيةً إلى اعتقال هرتسوغ.
ورغم تصاعد الضغوط، رفضت رئاسة الحكومة البريطانية (داونينغ ستريت) التعليق على الجدل، مكتفية بالقول إن تنظيم الزيارة سيتم “بشكل اعتيادي”، في موقف رآه ناشطون دليلاً على انحياز الحكومة للعدوان الإسرائيلي.
بالتوازي، أعلنت شرطة العاصمة البريطانية أنّ حصيلة المعتقلين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في لندن تجاوزت 425 شخصاً، معظمهم اعتقلوا بذريعة دعم منظمة “فلسطين أكشن” التي تصنفها السلطات البريطانية “إرهابية”، استناداً إلى قانون الإرهاب.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه المدن البريطانية تظاهرات حاشدة، يشارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بوقف الحرب على غزة وفرض حظر تسليح ضد “إسرائيل”، وسط دعوات من منظمات حقوقية إلى محاكمة قادة الاحتلال بتهم الإبادة وجرائم الحرب.
بهذا، تتحول زيارة هرتسوغ المرتقبة، وفق مراقبين، إلى اختبار جديد للسياسة البريطانية، بين استمرار انحيازها التاريخي لـ”إسرائيل” أو الإصغاء لصوت الشارع الذي يزداد غضباً تجاه الحرب الإجرامية على الشعب الفلسطيني.