كشف مسار آثار اليمن المنهوبة .. من وادي بيحان إلى مستودعات باريس

متابعات خاصة – المساء برس|

في قصة تكشف حجم النزيف المستمر للإرث الحضاري اليمني، برزت قضية تهريب تمثال ملك قتبان “شهر هلال” من وادي بيحان، ليجد طريقه أولاً إلى أحد المتاحف الفرنسية، قبل أن ينتهي مخبأً داخل مستودع بضائع في باريس.

الخبير اليمني المتخصص في الآثار، عبد الله محسن، كشف عن تفاصيل هذه القضية، مشيراً إلى أن التمثال ليس سوى قطعة واحدة ضمن 16 قطعة يمنية تم ضبطها في فرنسا.

وتعود هذه الآثار إلى مجموعة ضخمة يمتلكها الفرنسي من أصول إيطالية فرانسوا أنتونوفيتش، الذي جمع أكثر من 100 قطعة أثرية يمنية، نشرت معظمها في كتالوجات ومراجع متخصصة.

في يناير 2020، وخلال عملية تفتيش روتينية للشرطة الفرنسية بأحد مستودعات الضواحي، عُثر على 15 تحفة يمنية. حينها أُحيلت القضية إلى مركز مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية التابع لوزارة الداخلية الفرنسية، الذي تحقق من أصالتها، ثم تواصل مع السفارة اليمنية في باريس لطلب وثائق تثبت ملكية اليمن لها.

وبحسب محسن، فإن جزءاً من المجموعة أودع سابقاً في متحف المعهد الشرقي للكتاب المقدس بمدينة ليون الإسبانية، إلا أن الطريق الذي سلكته هذه المقتنيات لتصل إلى باريس ما يزال غامضاً، وسط غياب تام لشفافية السلطات الفرنسية بشأن مسارها.

أنماط تهريب مختلفة

محسن صنّف مصير الآثار اليمنية في ثلاثة مسارات:

  1. المتاحف الرسمية مثل اللوفر، التي تحصل على القطع عبر البعثات الأثرية أو المزادات.

  2. المجموعات الخاصة داخل القصور، وتضم غالباً التماثيل الحجرية والبرونزية.

  3. المزادات العلنية والمتاجر، وهي الأخطر لأنها تتطلب تحركاً دبلوماسياً وقانونياً عاجلاً من الحكومة اليمنية لاستعادة القطع.

الخبير الأثري أوضح قائلاً: عمليات الحفر والنبش العشوائي للمواقع الأثرية والتسويق للآثار المنهوبة والتفاوض لبيعها لا تتم في كوكب المريخ، وإنما أمام عين المجتمعات المحلية وقوات إنفاذ القانون في المناطق التي يسيطر عليها التحالف السعودي الاماراتي .

وأضاف أن بعض المهربين باتوا يتواصلون علناً مع أساتذة جامعات، ومسؤولين رسميين، بل وحتى مع علماء آثار أجانب، عارضين عليهم “كتالوجات” بقطع يمنية جاهزة للبيع، مطالباً السلطات المعنية باستحداث استراتيجيات وآليات للحد من ظاهرة تهريب الآثار.

قد يعجبك ايضا