اليمن يرسم معادلة ردع جديدة.. سلاح الجو الإسرائيلي يقر بفشل طائراته أمام الدفاعات الجوية اليمنية

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

نشرت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية، اعترافًا خطيرًا صادرًا عن ضابط في سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يؤكد فيه الصعوبات الكبيرة التي تواجهها القوات الجوية الإسرائيلية خلال عملياتها في أجواء اليمن، نتيجة تطور وانتشار الدفاعات الجوية اليمنية التي سبق وأقرت تقارير استخبارية أمريكية وأخرى صينية بأنها محلية الصنع وتستخدم تقنية وتكنولوجيا جديدة دمجت بين الأنظمة الكهروضوئية والحرارية والرادارية وأثبتت نجاحها في تهديد وتحييد المقاتلات الحربية الأمريكية المتطورة ومؤخراً أفشلت آخر ثلاث هجمات جوية إسرائيلية واسعة على اليمن.

وبحسب ما نقلته الصحيفة، قال الضابط إن المهمة الأساسية لسلاح الجو في اليمن تتمثل في توجيه الطائرات عبر المسارات “الأكثر أمانًا والأقل خطورة”، وذلك بالعثور على مسارات خارج نطاق منصات الدفاع الجوي اليمني بما يضمن تجنب تعرض المقاتلات الإسرائيلية لصواريخ الدفاعات اليمنية، التي وصفها سلاح الجو الإسرائيلي بأنها تشكل “التهديد الرئيسي لسلاح الجو الإسرائيلي في اليمن”.

وأشار الضابط إلى أن الدفاعات الجوية اليمنية ليست مجرد تهديد عابر، بل إنها “بطاريات متطورة ومنتشرة في جميع أنحاء اليمن”، ما يجعل عملية التحليق فوق البلاد محفوفة بالمخاطر. وأضاف أن القوات اليمنية تمكنت بالفعل من إسقاط عدد غير قليل من الطائرات الأمريكية المسيّرة خلال سنوات الحرب، في إشارة إلى تفوق القدرات المحلية التي طورتها صنعاء خلال العامين الأخيرين رغم استمرار الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عقد، وهو التفوق الذي مكّن اليمن من تحييد الطائرات الأمريكية المسيرة الاكثر تطوراً في العالم (إم كيو 9) ثم الوصول إلى تهديد المقاتلات الشبحية (إف 35) والطرازات المختلفة من مقاتلات (F18 وF22، F16) سوبر هورنت.

وحول سبب عدم قيام القوات الجوية الإسرائيلية بشن هجمات واسعة على اليمن كما حدث مع لبنان وغزة وسوريا، قال ضابط سلاح الجو الإسرائيلي في تصريحه للصحيفة العبرية إن “المهمة طويلة وصعبة والتهديد الرئيسي في اليمن هو صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية المضادة للطائرات، بطاريات الدفاعات الجوية اليمنية متطورة ونعلم أنها منتشرة في جميع أنحاء اليمن”.

ويأتي هذا الاعتراف بعد سلسلة من الهزائم الأمنية والعسكرية التي لحقت بالتحالف الأمريكي الغربي الإسرائيلي في البحر الأحمر على مدى الـ22 شهراً الماضية، حيث فشلت عملياته في تأمين الملاحة المرتبطة بـ”إسرائيل”، ما أدى إلى شل ميناء إيلات بالكامل وإخراجه من الخدمة. كما تكبدت القوات الجوية الأمريكية خسائر متكررة لطائراتها المسيّرة في أجواء اليمن، وهو ما أكدته وزارة الدفاع الأمريكية في تقارير متعاقبة.

هذا التفوق اليمني ينطبق أيضاً على محاولات الكيان الصهيوني شن مجموعة من الهجمات على اليمن خلال الأسابيع القليلة الماضية لكنه تفاجأ لأول مرة بوجود منظومات دفاع جوي يمنية قادرة على إسقاط المقاتلات الحربية الإسرائيلية وهو ما أجبر الاحتلال على إلغاء 3 عمليات هجومية حتى الآن كانت الأولى الهجوم الفاشل الذي حاول الاحتلال شنه على الحديدة غرب اليمن على ساحل البحر الأحمر والذي اكتفى حينها الاحتلال باستهداف عدد من المواقع المدنية الخاصة بموانئ الحديدة ومحطة الكهرباء باستخدام صواريخ موجهة يمكن إطلاقها من مسافات بعيدة دون أن تضظر المقاتلات إلى الاقتراب من أهدافها لإطلاقها، فيما الهجوم الإسرائيلي الآخر كان بعد قيام القوات اليمنية لأول مرة باستهداف كيان الاحتلال الإسرائيلي بصاروخ يحمل رؤوساً متشظية يقوم ذاتياً بالانشطار فوق سماء المنطقة المستهدفة قبل أن تصل إليه صواريخ الدفاع الجوي ما يجعل من عملية اعتراض هذه الصواريخ الأصغر المتشظية مسألة شبه مستحيلة، فعقب ذلك الهجوم اليمني بيومين، قرر الاحتلال شن هجوم جوي واسع على أهداف يتجاوز عددها الـ50 هدفاً لكن وبسبب الدفاعات الجوية اليمنية تقلص هذا الهجوم إلى استهداف فقط إحدى محطات شركة النفط الخاصة بتعبئة وقود السيارات للمواطنين في شارع الستين بـ3 غارات، وغارتين على محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تغذي جزءاً من العاصمة صنعاء والحديدة بالكهرباء وغارة واحدة على جبل النهدين في محيط القصر الرئاسي فيما غادرت المقاتلات الإسرائيلية دون تنفيذ بقية الهجوم، أما الهجوم الإسرائيلي الأخير فقد فشل فيه الاحتلال في استخدام المقاتلات الحربية لذا لجأ لاستخدام صواريخ مجنحة أطلقها من البحر موجهة بنظام الخرائط العالمية (جي بي إس)، وكان ذلك الهجوم هو الذي استهدف مقر اجتماع للحكومة اليمنية في صنعاء الخميس قبل الماضي وأدى لاستشهاد رئيس الحكومة أحمد الرهوي وعدد من رفاقه الوزراء.

التصريح الإسرائيلي الصادر عن ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي، يعكس حجم المأزق العسكري الذي تواجهه تل أبيب في التعامل مع القدرات الدفاعية اليمنية، التي أثبتت قدرتها على حماية الأجواء وإعادة رسم معادلات الردع الإقليمي، خصوصًا مع ارتباط المعركة الحالية بمعركة غزة وامتدادها إلى البحر الأحمر والمجال الجوي للمنطقة.

قد يعجبك ايضا