الأسباب الحقيقية لزيارة المبعوث الأممي لليمن لسلطنة عمان ولقائه كبير مفاوضي صنعاء
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
كشف مصدر دبلوماسي في صنعاء لـ”المساء برس” عن الأسباب الحقيقية للزيارة المفاجئة للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، لسلطنة عُمان مطلع سبتمبر الجاري.
وقال المصدر إن سبب الزيارة ليس ما تم نشره للإعلام من قبل مكتب المبعوث الأممي عن أنها تهدف للقاء بمسؤولين عمانيين وممثلين عن أنصار الله، بل إن الهدف هو اللقاء بشكل رئيسي بكبير المفاوضين اليمنيين، محمد عبدالسلام بسبب تطورات خطيرة تتعلق باغتيال إسرائيل لرئيس الحكومة اليمنية في صنعاء وعدداً من أعضاء حكومته الخميس قبل الماضي أثناء انعقاد اجتماع دوري لهم في صنعاء.
وقال المصدر إن سبب لقاء المبعوث بعبدالسلام هو التوصل إلى حل يمنع انكشاف فضيحة تورطت فيها الأمم المتحدة تتعلق بالكيان الإسرائيلي والعدوان الذي أدى لاغتيال رئيس الوزراء بصنعاء أحمد الرهوي و9 من وزراء الحكومة ومسؤولين اثنين آخرين وإصابة وزراء ومسؤولين آخرين.
المصدر الدبلوماسي قال إن هناك مسؤولين رفيعين تابعين للأمم المتحدة متورطين بتسريب معلومات أمنية إلى خارج اليمن ووصول هذه المعلومات لأطراف معادية لليمن أدت للتسبب بنجاح الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ اغتيال رئيس الحكومة وعدداً من رفاقه الوزراء.
وتحاول الامم المتحدة لملمة الفضيحة وعدم توسعها أكثر وإبقاء الحدث طي الكتمان وعدم التطرق إليه بأي شكل على مستوى وسائل الإعلام، بالتزامن مع محاولاتها إخراج موظفيها اللذين تم القبض عليهم من قبل أجهزة الاستخبارات اليمنية واللذين يخضعون للتحقيقات بعد حيازة المخابرات اليمنية أدلة على تورطهم في جريمة اغتيال رئيس الحكومة وعدد من رفاقه الوزراء.
وكانت صنعاء قد باشرت إجراءاتها الأمنية بسريّة ولم تكشف عن أي معلومات تشير بأي شكل من الأشكال إلى سمعة الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في اليمن والمنظمات العالمية الخاصة، إلا أن جهات داخل الأمم المتحدة وبدلاً من انتظار نتائج التحقيقات سارعت لإصدار بيانات إدانة ضد الإجراءات التي اتخذتها مخابرات صنعاء الأمر الذي اضطر الخارجية اليمنية بصنعاء إلى إطلاق تصريحات على لسان مصدر مسؤول نشرته وسائل الإعلام الرسمية تضمنت ردوداً مُحرجة لهذه المنظمات وبياناتها، كما تضمن بيان خارجية صنعاء رداً صريحاً من واقع نصوص القوانين والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها اليمن فيما يتعلق بالتعامل مع البعثات الأممية والدبلوماسية، حيث قالت الخارجية إن المعاهدات الثلاث المعنية لا تمنح العاملين في المنظمات الدولية الخاصة أو التابعة للأمم المتحدة الحصانة في حال ممارستهم أنشطة تجسسية لصالح أطراف خارجية معادية للبلد الذي يعمل فيه هؤلاء الموظفين.
في هذا السياق أيضاً، قال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، ومحافظ محافظة ذمار وسط اليمن، محمد البخيتي، في لقاء على قناة (فرانس24) الفرنسية تعليقاً على قيام صنعاء بالقبض على موظفين تابعين للأمم المتحدة بعد اغتيال إسرائيل رئيس الوزراء وعدد من رفاقه، قال “إذا تعاملت الأمم المتحدة بشكل إيجابي سيتم تزويدها بأدلة حول تورط هؤلاء الموظفين”، وأضاف البخيتي: “لا حصانة لأي جاسوس يعمل لصالح الكيان الصهيوني الذي يمارس جرائم إبادة جماعية في غزة”.
كما أكد البخيتي في تلك المقابلة مساء الأربعاء المنصرم، أن “الولايات المتحدة وحلفاءها بما فيها الكيان الصهيوني، تعمل على تجنيد بعض العاملين في الأمم المتحدة”، وقال أيضاً “يمثل هذا إساءة للأمم المتحدة وينبغي عليها أن تدين الدول التي تسعى لتجنيد موظفيها للعمل كجواسيس لصالح الكيان الصهيوني، ما يترتب عليه عمليات عسكرية تتسبب في سقوط مدنيين”، في إشارة إلى جريمة اغتيال رئيس الحكومة اليمنية وعدداً من وزرائه من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي.