صنعاء تتحدى النار وتحتفل بالنور: المولد النبوي هوية المقاومة
وما يسطرون – المساء برس|
في مشهد يختصر الإيمان والعزيمة، تستعد العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية لإحياء ذكرى مولد النبي محمد، عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم، وسط ظروف سياسية واقتصادية وعسكرية بالغة التعقيد.
ورغم الحصار المفروض، والتحديات الأمنية، والضغوط الاقتصادية، تصر الحكومة اليمنية ومعها الحاضنة الشعبية على جعل هذه المناسبة محطة مركزية لاستمداد القوة الفكرية والروحية، وتجديد العهد مع الرسالة المحمدية التي واجهت الاستكبار العالمي منذ أول يوم في مكة.
التحضيرات بدأت مبكرا، وامتدت من الأحياء الشعبية إلى المؤسسات الرسمية، ومن القرى النائية إلى قلب العاصمة، حيث تتزين الشوارع بالأضواء الخضراء، وترتفع الرايات التي تحمل اسم النبي، في مشهد يعبر عن ارتباط وجداني عميق لا تزعزعه الأزمات.
وفي ظل تصاعد العدوان على غزة، وتكالب قوى الاستكبار على شعوب الأمة، تكتسب المناسبة بعدا إضافيا، حيث يربط اليمنيون بين تعظيم النبي وبين نصرة المظلومين، ويعتبرون أن الخروج الجماهيري في الثاني عشر من ربيع الأول هو إعلان موقف لا يقبل الحياد.
الفعاليات هذا العام تتسم بزخم غير مسبوق، حيث تشهد العاصمة صنعاء استعدادات لاحتضان مهرجان مركزي هو الأكبر على مستوى العالم الإسلامي، بمشاركة مليونية تعكس مدى الحب والانتماء للنبي، وتؤكد أن اليمنيين ما يزالون يحملون لواء الحق في زمن التيه والغواية.
الاحتفاء لا يقتصر على المظاهر، بل يمتد إلى الفعاليات الثقافية والخطابية، التي تركز على فكر النبي المقاوم، وتستلهم من سيرته مواقف العزة والكرامة، وتعيد تعريف الإسلام كرسالة تحرر لا كطقوس جامدة.
وفي ظل هذا الحراك الشعبي والرسمي، يتجلى المولد النبوي في اليمن كحدث جامع، يعيد ترتيب الأولويات، ويؤكد أن الأمة لا تموت ما دام فيها من يحيي ذكرى نبيها، ويستلهم من نوره طريق الخلاص.
إنه عيد الأعياد، وموسم الانبعاث، ومناسبة لتذكير العالم أن اليمن، رغم الجراح، ما يزال قلبه نابضا بالإيمان، وعقله مشغولا بالرسالة، وروحه معلقة برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

