تركيا تعلن المقاطعة… والسفن تعلن الولاء للتجارة!
وما يسطرون – المساء برس|
في مشهدٍ يشبه إعلان الإضراب عبر فتح أبواب المحال التجارية، خرجت تركيا بتصريحٍ مدو عن قطع العلاقات التجارية مع “إسرائيل”، وكأنها قررت أن تُنهي عصر التبادل الاقتصادي وتدخل مرحلة “الكرامة الوطنية”.
لكن الأقمار الصناعية، التي لا تجامل أحدا، كانت تتابع الحقيقة على سطح البحر حيث اتجهت 53 سفينة تجارية تركية ومصرية إلى الموانئ المحتلة خلال الأسبوع الرابع من أغسطس، وكأنها تقول: “نقاطعكم… بس نوصّل الطلبية أولاً!”
البيان التركي: صوتٌ عالٍ… وسفنٌ أسرع
القرار التركي بدا وكأنه موجهٌ للصحف أكثر من الموانئ. فبينما كانت البيانات تنشر على منصات التواصل، كانت الحاويات تُحمّل، والسفن تُبحر، والتجار يُبرمون الصفقات. وكأن السياسة الخارجية التركية دخلت مرحلة “الخطاب الرمزي”، حيث يُقال شيء ويُفعل نقيضه، ثم يُطلب من الجمهور التصفيق.
مواقع الملاحة تفضح المسرحية
المواقع الملاحية لتتبع السفن عبر الأقمار الصناعية كشفت أن حركة الملاحة بين مصر وتركيا والموانئ المحتلة لم تتأثر بالقرار المعلن، بل شهدت نشاطا مكثفا تجاوز خمسين رحلة في أسبوع واحد. يبدو أن السفن لا تقرأ البيانات السياسية، أو ربما تقرأها وتضحك.
مصر في الخلفية: شريك صامت في المسرحية
أما مصر، فلم تُصدر بيانا، ولم تعلن موقفا لكنها شاركت في العرض بصمتٍ تام، عبر سفنها التي واصلت الإبحار نحو الموانئ المحتلة، وكأنها تقول: “نحن لا نقاطع… نحن نُسهل المقاطعة التركية بطريقتنا الخاصة.
إذا كانت تركيا قد قطعت العلاقات التجارية مع إسرائيل، فربما نسيت أن تُبلغ السفن، أو ربما أرسلت معها رسالة مكتوبة بخط اليد تقول: “نحن نقاطعكم… لكن لا نستطيع مقاومة الأرباح”.
وفي زمنٍ يُقاس فيه الموقف الوطني بعدد الحاويات، يبدو أن الحقيقة تُبحر أسرع من الخطاب السياسي.
الأمر بالنسبة للأعراف السياسية والمواقف التركية لا يستوجب الاستغراب لأنه طالما سمعنا الرئيس رجب طيب أردوغان يصف الكيان الصهيوني بأنه مجرم، ولكنه في ذات الوقت ينحني للقادة الصهاينة ويرحب بهم.