تواطؤ سعودي مع العدوان الإسرائيلي على صنعاء.. و”الحدث” تتورط في تضليل الرأي العام

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

كشفت الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة صنعاء عصر الأحد 24 أغسطس، ليس فقط عن فشل عسكري إسرائيلي ذريع، بل أيضاً عن تورط إعلامي سعودي في تظليل الرأي العام وتغطية هذا الفشل بروايات مختلقة.

الهجوم الذي شنّته المقاتلات الإسرائيلية استهدف بشكل أساسي محطة تعبئة وقود تابعة لشركة النفط ومحطة حزيز لتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى غارة محدودة في محيط القصر الرئاسي بجبل النهدين الذي لم يعد فيه شيء يُقصف. ورغم أن الخطة المعلنة إسرائيلياً في بداية الهجوم تضمنت أكثر من 50 صاروخاً وقذيفة على أهداف متعددة، إلا أن الهجوم انتهى بست غارات فقط، بعد أن أجبرت الدفاعات الجوية اليمنية غالبية المقاتلات الإسرائيلية على التراجع ومغادرة الأجواء.

فشل إسرائيلي باعتراف الإعلام العبري

تناقضت تصريحات الاحتلال بعد العملية، إذ نقلت قناة 14 العبرية عن مصدر رسمي أن “القصر الرئاسي في صنعاء كان هدفاً مركزياً للهجوم”، وهو ما يؤكد وجود مخطط لاغتيال شخصية بارزة –، الإعلام العبري ذاته ومعه أيضاً قناة الحدث السعودية نقلا عن مصادر بجيش الاحتلال قولها إن “الهجوم يهدف لاغتيال قيادي حوثي”، لاحقاً وبعد فشل الهجوم بسبب الدفاعات الجوية اليمنية عادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي وأعلنت أن الهجوم انتهى وأن الاغتيال لم يكن في أجندته ضمن الهجوم”، وبعد ساعة خرج أول اعتراف إسرائيلي بأن الشخصية التي كان يراد استهدافها هو رئيس أركان القوات اليمنية اللواء عبدالكريم الغماري، حيث قال إعلام الاحتلال إن الغماري نجا من الاستهداف، فيما الحقيقة أنه لا وجود لأي استهداف أو غارة كانت تستهدف اللواء الغماري، خلافاً للتناقض الصادر عن الاحتلال الإسرائيلي الذي قال في البداية إنه يهدف لاغتيال “قيادي حوثي” وبعد فشل الهجوم عاد الاحتلال ليقول إن الهجوم انتهى والاغتيالات لم تكن ضمن أجندتهم.

صحيفة معاريف بدورها أقرت بتعرض المقاتلات الإسرائيلية لتهديد مباشر من الدفاعات الجوية اليمنية، وهو اعتراف غير مباشر بفشل العملية، واعتراف بأن فشل العملية سببه تصدي الدفاعات الجوية اليمنية للمقاتلات الإسرائيلية وتحييدها عن تنفيذ أهدافها.

الحدث السعودية.. ذراع إعلامية للعدوان

اقتصر الهجوم الفاشل الإسرائيلي على استهداف محطة شركة النفط لتعبئة وقود السيارات الكائنة في شارع الستين بثلاث غارات ومحطة حزيز للطاقة الكهربائية بغارتين وغارة واحدة على جبل النهدين بمحيط الرئاسة، لكن كان هناك من الإعلام العربي الذي يعمل بصبغة صهيونية أكثر من إعلام تل أبيب ذاته، لم يتبنَ الرواية الإسرائيلية فحسب بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك باختلاق أهداف ومنشآت داخل العاصمة صنعاء زعم هذا الإعلام استهدافها.

وفي هذا السياق، لعبت قناة “الحدث” السعودية دوراً فاضحاً في التغطية الإعلامية للهجوم، حيث بثت روايات مزيفة زعمت من خلالها أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع متعددة في قلب العاصمة، بينها مبنى أمانة العاصمة بميدان التحرير، وكلية الطيران، ومعسكر الحفا، ودار الرئاسة، إضافة إلى محطات وقود وغاز.
كما ذهبت القناة إلى حد الادعاء بأن إسرائيل “قصفت 50 هدفاً” داخل صنعاء، بينما الحقيقة على الأرض أثبتت أن تلك المزاعم لم تكن سوى تغطية إعلامية للتعتيم على الفشل الإسرائيلي، ومحاولة إرباك الرأي العام المحلي والدولي.

تواطؤ مكشوف

تزامن رواية “الحدث” السعودية مع العدوان الإسرائيلي يكشف عن تواطؤ سياسي وإعلامي سعودي مع الكيان المحتل، في وقت تبدو فيه الرياض حريصة على تقديم خدمات مباشرة لإسرائيل، ليس فقط عبر الموقف السياسي، بل أيضاً عبر منصاتها الإعلامية التي تتحول عملياً إلى أداة حرب نفسية تستهدف الشعب اليمني.

تخادم صهيوني سعودي إعلامياً أم شراكة استخبارية في تنفيذ العدوان؟

الهجوم الإسرائيلي على صنعاء انتهى إلى فشل عسكري بفضل الدفاعات الجوية اليمنية، وفشل إعلامي بعد انكشاف تظليل قناة “الحدث”. وبينما يواصل الاحتلال البحث عن انتصارات وهمية، تواصل السعودية لعب دور شريك إعلامي في الحرب على اليمن، في مشهد يعرّي طبيعة التحالف غير المعلن بين الرياض وتل أبيب ضد صنعاء.

الأخطر من ذلك أن تكون السعودية متواطئة مع الاحتلال الصهيوني في استهداف اليمن، الأمر الذي يتطلب تحقيقاً من قبل الأجهزة المعنية في صنعاء، فما حدث اليوم الأحد أثناء الغارات الإسرائيلية وعقبها ربما يقود إلى مشاركة استخبارية بين السعودية والكيان الصهيوني ضد صنعاء، فالسعودية عبر قناة “الحدث” يبدو أنها كانت تعلم بالأهداف التي يريد الاحتلال ضربها داخل العاصمة صنعاء، وبسبب الإرباك أثناء الغارات ارتكبت القناة عدة أخطاء أبرزها نشر معلومات عن ضرب أهداف لم يتم ضربها أساساً، فهل كان لدى طاقم قناة الحدث معلومات عن أن الاحتلال سيستهدفها داخل صنعاء؟، وهل كان لقناة الحدث متعاونين من داخل صنعاء وظيفتهم تصوير الغارات لحظة القصف؟

قد يعجبك ايضا