هل يتنافس عبدالحميد الدبيبة مع خليفة حفتر على من يحوز الولاء لإسرائيل أولاً وعلى حساب غزة؟

خاص – المساء برس|

أثار تقرير نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني جدلاً واسعًا حول اتهامات بتورط حكومة عبدالحميد الدبيبة في ليبيا ضمن مخطط صهيوني – أمريكي لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وبحسب الموقع، فإن إبراهيم الدبيبة، مستشار الأمن القومي في حكومة الوحدة وأحد أقرباء رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة، التقى مسؤولين إسرائيليين لبحث فكرة توفير أراضٍ في ليبيا لاستيعاب المهجرين من غزة، مقابل الإفراج عن نحو 30 مليار دولار من الأموال الليبية المجمدة في الخارج، إضافة إلى زيادة الاعتراف الدولي بشرعية حكومة طرابلس وتخفيف العقوبات المفروضة عليها.

التقرير أشار إلى أن إبراهيم الدبيبة كان قد اجتمع في مايو الماضي بمسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره، حيث نوقشت حينها وعود أمريكية بدعم ليبيا ماليًا وسياسيًا، مع تطمينات بشأن الإفراج عن بعض الأموال المحتجزة منذ أحداث 2011.

لكن هذه المعلومات قوبلت بردود نافية؛ إذ نشر بولس مقالًا في ميدل إيست آي أكد فيه أنه لن يشارك في جريمة تهجير الفلسطينيين، متهمًا الموقع البريطاني بـ”نشر تقارير كاذبة وتحريضية”. كما نفى رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بنفسه صحة تلك الاتهامات، مؤكدًا أن حكومته “لن تشارك في جريمة تهجير الفلسطينيين على الإطلاق”.

ورغم ذلك، تبقى الشكوك قائمة، خصوصًا أن إبراهيم الدبيبة ليس أول مسؤول في حكومة طرابلس يرتبط باتصالات سرية مع مسؤولين إسرائيليين. ففي عام 2023، التقت وزيرة الخارجية السابقة نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما، وهو اللقاء الذي فجّر أزمة داخلية في ليبيا وأدى إلى إبعادها عن منصبها. لكن المنقوش عادت لاحقًا لتؤكد أن اللقاء تم بعلم وتنسيق مباشر مع عبدالحميد الدبيبة نفسه.

هذه التطورات تثير تساؤلات حول مدى انخراط حكومة الدبيبة في ترتيبات إقليمية سرية، ومدى صحة ما يثار عن تنافس بينها وبين معسكر خليفة حفتر لكسب دعم إسرائيل والغرب حتى على حساب القضية الفلسطينية، فحفتر كشفت عنه تقارير صحفية غربية عن لقاءات بينه وبين إسرائيليين جرت مؤخراً لبحث توطين أهالي غزة في لبيبا مقابل منح حفتر الضوء الأخضر للسيطرة على حقول النفط في ليبيا وإغراءات أخرى تشمل أيضاً توسيع مساحة الاعتراف الدولي به وتقليص التعامل مع حكومة الدبيبة في طرابلس.

قد يعجبك ايضا